تعزيز التعاون بين منظمة أكساد وجمهورية السودان

بحث المدير العام لمنظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة – أكساد – الدكتور نصر الدين العبيد مع القائم بأعمال سفارة جمهورية السودان بدمشق المستشار طارق عبد الله علي محمد شؤون التعاون بين أكساد وجمهورية السودان ، وسبل تعزيزه  وتطويره في شتى الميادين .

استعرض الجانبان ، خلال اللقاء الذي جرى في مقر أكساد في دمشق بتاريخ 10 / 8 / 2020 الأنشطة الزراعية والبيئية التي نفذها وينفذها أكساد بالتعاون مع المؤسسات السودانية المعنية ، خاصة مشروع إعداد خارطة الاستخدامات المثلى للأراضي ، الذي يهدف إلى وضع إطار علمي لتوجيه استخدامات  الأراضي ضمن مفهوم التنمية المستدامة ، بما يتناسب مع التخطيط الإقليمي المتكامل الذي يسعى إليه السودان. حيث أوضح المدير العام أن المشروع ينفذ تحت مظلة اتفاقية التعاون الموقعة بين أكساد ووزارة الزراعة والموارد الطبيعية في السودان وفقأ لعدة مراحل .

المرحلة الأولى نفذت ما بين 2006 – 2008 في ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف . بمساحة 53 مليون هكتار ، نتج عنها إعداد 470 خارطة أساس وخرائط غرضية بمواضيع ومقاييس مختلفة، وإعداد تقرير فني مؤلف من 1280صفحة في ثلاثة مجلدات و 11 باب ، وتحديد المناطق الواعدة للتنمية والاستثمار وهي موزعة على مناطق (دلتا توكر- دلتا القاش -سهل البطانة -مناطق المانغروف -خشم القربة وحلفا الجديدة -مناطق الزراعة الآلية ) ،وشكلت هذه الدراسة مرجعاً أساسياً لفرص الاستثمار وتنفيذ مشاريع تنموية بمختلف المجالات  ، خاصة مشاريع حصاد المياه والإنتاج الزرعي ، تقدر قيمتها الإجمالية ب 3,5 مليار دولار أمريكي.

المرحلة الثانية تشمل ولايات ( الخرطوم – الشمالية – نهر النيل ) ، بمساحة 50 مليون هكتار

أنجزت أعمالها خلال عامي 2018 – 2019 ، ونفذت الأنشطة من قبل فريق عمل مشترك ، شارك فيه 50 خبيراً من أكساد ، و55 خبيراً وفنياً من السودان  ، وأسفر العمل عن إعداد تقرير مؤلف من ثلاثة أجزاء تضم عشرة فصول تحتوي على 625 خارطة في 1500 صفحة ،مع ملخص تنفيذي يتضمن معلومات عن الوضع الراهن للموارد الطبيعية والثروة الحيوانية ، وتحديد المعوقات وتقديم المقترحات لتنمية الموارد ، وتوجيه استثمارها ورفع إنتاجيتها ، وتقييم الوضع الراهن للمراعي والمسارات الرعوية  ، وتحديد الإجراءات المناسبة لزيادة الحمولة الرعوية ، إجراء دراسة متكاملة للثروة الحيوانية ، وتقديم الإرشادات الخاصة بتطوير الإنتاج وتسويق المنتجات الحيوانية ومن أهم النتائج تحديد المناطق الصالحة للتوسع بزراعة القمح التي تبلغ حوالي 305 مليون هكتار في الوضع الراهن ، وتصل إلى 6 مليون هكتار في حال استصلاح المساحات الواعدة وتطبيق النمذجة الرياضة للمياه الجوفية التي نفذها أكساد

تميزت هذه المرحلة بالشراكة الفنية بين الطرفين ، حيث نفذ أكساد دورات تدريبية للفنيين السودانيين في مقره ومحطات البحث العلمي التابعة له في دولة المقر ، ونظم اجتماعات نوعية مشتركة شارك فيها متخذو القرار والخبراء المميزين من الطرفين ، تم خلالها تبادل الخبرات والمعارف بما انعكس ايجابياً على مسيرة التعاون بشكل عام ، وعلى نتائج المشروع بصورة خاصة .

المرحلة الثالثة  يعمل أكساد على تنفيذها حالياً ، وتشمل ولايات ( الجزيرة – النيل الأبيض – النيل الأزرق ) بمساحة 13,2 مليون هكتار . بدأ العمل بهذه المرحلة في شهر كانون الثاني / يناير 2020 ، بتشكيل فرق العمل المشتركة من أكساد والسودان ، وجمع المعلومات وتحليلها ، وإعداد أرشيف من الصور الفضائية المغطية للولايات المستهدفة ، وتحضير تقارير حالة المعرفة لمختلف القطاعات،  وتصميم استمارات العمل الحقلي ووضع خطة ومنهجية العمل، واستمرار التواصل والتنسيق مع المؤسسات السودانية المعنية لمتابعة الأنشطة الميدانية في الظروف المناسبة .

المرحلة الرابعة من المشرع تغطي ولاية كردفان الكبرى بمساحة 37,4 مليون هكتار ، تنفذ مباشرة بعد انتهاء المرحلة الحالية ، وتطبق فيها منهجيات المراحل السابقة مع إجراء التعديلات التي تناسب طبيعة الولاية وظروفها الطبيعية .

وأشار الدكتور العبيد إلى أن نتائج المشروع تؤدي إلى إعداد خرائط استثمارية وتقارير فنية  متكاملة تساهم في تحديد المناطق الواعدة للتنمية ، وجذب رؤوس الأموال وتشجيع فرص الاستثمار، وتحقيق المردود الأمثل والإنتاجية الأعلى في وحدة المساحة ودعم متخذي القرار في تطبيق خطط التنمية الوطنية ، ويجعل من السودان فعلاً قاطرة الأمن الغذائي العربي

وأكد المدير العام على استعداد أكساد لتطوير التعاون مع جميع المؤسسات السودانية سعياً للارتقاء به إلى أقصى حد ممكن ، مبدياً حرصه على تقديم خلاصة خبرات أكساد العلمية المتراكمة في خدمة المسيرة التنموية التي يشهدها السودان .

من جانبه قدم المستشار طارق عبد الله علي محمد باسمه واسم العاملين في السفارة السودانية بدمشق التهنئة للدكتور نصر الدين العبيد بتسلم مهام منصبه الجديد كمدير عام لمنظمة أكساد ، متمنياً له التوفيق والنجاح ، واعداً بأن تشهد المرحلة القادمة مزيداً من التعاون والتنسيق في مختلف الميادين ، وعبر عن امتنان السودان للخدمات الكثيرة التي تقدمها منظمة أكساد للسودان ، ودورها في تفعيل المشاريع التنموية ، وأهميتها في دفع عجلة الاستثمارات الزراعية ، مقدراً حماس المدير العام واستعداده لبذل كل الجهود من أجل تذليل الصعاب للارتقاء بالعمل العربي المشترك .

في ختام اللقاء ، أعرب الدكتور العبيد عن استعداد أكساد لمشاركة السودان في مسيرته التنموية وزيادة وتيرة التعاون متمنياً للسودان الشقيق التقدم والازدهار .

زر الذهاب إلى الأعلى