مرض التدهور السريع في أشجار الزيتون // ورشة عمل في منظمة أكساد

عقدت منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) ورشة عمل علمية، في مقرها بدمشق، مؤخراً، حول “حصر وتصنيف أنواع الثاقبة الماصة والمحتملة كنواقل لمرض التدهور السريع في أشجار الزيتون Xylella fastidiosa في بساتين الزيتون في اللاذقية”، بحضور السيد المدير العام للمنظمة الدكتور نصر الدين العبيد، وحضور عدد كبير من الخبراء والباحثين والمهتمين.

وأوضح السيد المدير العام، في كلمة له في افتتاح الورشة، أنها تُعْقَدُ حول بحث جديد سينفذ بالتعاون بين منظمة المركز العربي (أكساد)، وهيئة البحوث العلمية الزراعية السورية، وجامعتي تشرين ودمشق، ومعهد وقاية النبات والزراعة المستدامة في إيطاليا (IPSP-CNR).

ولفت الدكتور العبيد إلى أن لزراعة الزيتون دلالة اجتماعية وتراثية مهمة في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، كونها توظف عمالة كبيرة، وتعتمد عليها العديد من الصناعات المحلية، حيث أن معظم المناطق المزروعة بأشجار الزيتون هي حيازات فردية صغيرة.

وأشار إلى أن منطقة البحر الأبيض المتوسط، تٌعَدٌّ المنطقة الأولى في زراعة أشجار الزيتون، حيث تحتوي على 95% من إجمالي أشجار الزيتون في العالم، كما أن 93% من الإنتاج الأوروبي معتمد على زراعة الزيتون، حيث تحتل إسبانيا المرتبة الأولى في زراعة وإنتاج الزيتون، تليها إيطاليا، ثم اليونان، تليها سورية، والمغرب وفق تقرير للفاو (FAO, 2019).

ونوه عميد كلية الزراعة بجامعة دمشق الأستاذ الدكتور عبد النبي بشير، الذي ترأس الجلسة المخصصة لمناقشة البحث الخاص بمرض التدهور السريع للزيتون، بأهمية هذا البحث العلمي التطبيقي، وثمّن دور منظمة أكساد في دعمه وتوفير الوسائل اللازمة لتنفيذه، مشيراً إلى أنه من الأهمية التأكد من خلو سورية والبلاد العربية من البكتريا المسببة لهذا المرض.

ثم قدم خبير وقاية النبات في منظمة أكساد الدكتور إياد محمد عرضاً علمياً حول البحث العلمي المذكور، لافتاً إلى أن إنتاج الزيتون يعاني من الموسمية مما له تداعيات عديدة على ظروف العمل وتوافر المنتجات الثانوية والمعتمدة على زراعة الزيتون. كما أن شجرة الزيتون كغيرها من الأشجار المثمرة تصاب بالعديد من المسببات الممرضة، ويعد مرض التدهور السريع في أشجار الزيتون (Olive quick deline syndrome) المتسبب عن البكتريا Xylella fastidiosa المنتشر حديثاً في بعض دول المتوسط وأوروبا من أخطرها.

وقال إن الانتشار الوبائي للبكتريا Xylella fastidiosa في إيطاليا وعدد من دول أوروبا أثر على مناطق الزراعة والأنظمة البيئية في أوروبا ومنطقة حوض المتوسط اقتصادياً وبيئياً.

وأشار إلى أن هذه البكتريا تسبب أمراضاً ذات أهمية اقتصادية، مثل مرض بيرس العنب، ومرض أطراف أوراق اللوز، ومرض الاصفرار المبرقش في الحمضيات، ومرض احتراق أطراف أوراق الدفلة، ومرض التدهور السريع في أشجار الزيتون، إضافة إلى إصابتها للعديد من الأعشاب البرية والشجيرات والأشجار الحراجية، حيث أن معظمها لا تبدي أي أعراض ظاهرية (إصابة كامنة).

وأضاف، تنتقل البكتريا بوساطة الحشرات الثاقبة الماصة التي تتغذى على العصارة النباتية، خاصة الحشرات التابعة لرتبة نصفية الأجنحة Hemiptera تحت عائلة Auchenorrhynch. حيث تحصل النواقل على البكتريا أثناء تغذيتها على النباتات المصابة وتنقلها إلى نبات آخر سليم، حيث تتوضع البكتريا في الجزء العلوي من المعي الأمامي للحشرات الناقلة، بالتالي الحوريات تفقد قدرتها على نقل البكتريا بعد الانسلاخ، وبالتالي أيضاً الحشرات الناتجة يجب أن تتغذى على نباتات مصابة لتتمكن من نقل المسبب الممرض.

ولخص خبير أكساد الدكتور إياد محمد أهداف الدراسة بحصر، وتوصيف، وتعريف لأهم أنواع النطاطات التي تتغذى على العصارة والمرافقة لبساتين الزيتون والحقول المجاورة لها، بالإضافة إلى النباتات العشبية المرافقة في محافظة اللاذقية.

كما سيجري اختيار عينات ممثلة من كل من المناطق الأربعة قيد البحث، وسيتم إرسالها ضمن كحول 70% إلى مختبر معهد وقاية النبات والزراعة المستدامة في إيطاليا (IPSP-CNR) ليتم استخلاص الحمض النووي (DNA) ومن ثم اختبارها لوجود مرض التدهور السريع من خلال RealTime-PCR.

وفي الختام جرى نقاش مهم وغني جداً حول الموضوع، أجاب خلاله د. محمد على أسئلة الحضور واستفساراتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى