منظمة أكساد / ورشة عمل حول العواصف الغبارية وأساليب الحد منها
أقامت منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” ورشة عمل افتراضية اليوم حول العواصف الغبارية وأساليب الحد منها والتخفيف من اضرارها على المزروعات بمشاركة مصر، سورية، لبنان، فلسطين، السودان، المملكة الأردنية الهاشمية، سلطنة عمان، الكويت، وإدارة شؤون البيئة والأرصاد الجوية التابع لجامعة الدول العربية، المكتب الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا التابع لمكتب الفاو (مصر) والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “أليكسو”.
وأكد سعادة الدكتور نصر الدين العبيد المدير العام لمنظمة “أكساد” في كلمة له إن ظاهرة العواصف الغبارية وأساليب الحد منها هي واحدة من أهم الظواهر الطبيعية الخطيرة الواسعة الانتشار في أراضي المناطق الجافة وشبه الجافة من العالم، وبخاصة في عالمنا العربي، حيث يرافقها العديد من التأثيرات السلبية على المكونات البيئية، وصحة الأنسان، إضافة الى نوعية وكمية المنتجات الزراعية.
وأوضح أن المجتمعات العالمية ممثلاً بالأمانة العامة للاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر تداعت إلى تعزيز الجهود الدولية الرامية إلى التخفيف من آثارها السلبية عن طريق إعداد السياسات والاستراتيجيات الوطنية والإقليمية، والتأهب للإنذار المبكر وتقييم المخاطر وحصر الأضرار، ودعت إلى تشكيل اتحاد دولي رئيسي للتعامل مع قضايا العواصف الغبارية.
وأضاف الدكتور العبيد إن ظاهرة العواصف الغبارية والرملية تعد مشكلة ذات أبعاد بيئية واقتصادية واجتماعية، وتسبب أضراراً كبيرة للبيئة والصحة العامة وان الخسائر الناجمة من العواصف الغبارية بحوالي 13 مليار دولار سنوياً في المنطقة العربية، وقُدرت كمية المواد الترابية المنقولة بفعل العواصف الغبارية في البادية السورية بملايين الأطنان، والتي أدت الى تراجع القدرة الإنتاجية للأراضي الزراعية والمراعي الطبيعية، وخفضت إنتاجية المحاصيل والأشجار المُثمرة، وإلحاق الضرر في التجمعات السكنية والمنشأت الحيوية والاقتصادية.
وأشار إلى دور أكساد البارز في الأنشطة والفعاليات التي نفذها في مجال مكافحة العواصف الغبارية والرملية والحد منها في سورية والوطن العربي، والتي أدت تراجع عمليات الانجراف الريحي وانخفاض كمية التربة المفقودة بسبب الانجراف والعمل على تثبيت الكثبان الرملية وحدوث تطور إيجابي ملحوظ في الغطاء النباتي تجلى في زيادة التنوع النباتي وعودة ظهور أنواع نباتية مهددة بالانقراض والتي ساعدت على الحد من العواصف الغبارية والرملية التي كانت تهب من المناطق الساخنة وعودة الحياة البرية والتنوع الحيوي إلى المناطق التي خضعت للتنمية.
وقال إن إقامة هذه الورشة هي استكمال للعمل الجاد والمميز الذي يقوم به أكساد للمحافظة على الموارد الطبيعية من خلال خبراته المتنوعة والمتراكمة، ومنها الإدارة المستدامة للأراضي، وترشيد استخدامات المياه، واستنباط الأصناف المحصولية المقاومة للجفاف والأشجار المثمرة المتحملة للإجهادات البيئية، إضافة إلى إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة والتخفيف من الآثار السلبية للجفاف والتغيرات المناخية.
وفي ختام كلمته ثمّنَ مدير عام منظمة “أكساد” عالياً جهود المشاركين في أعمال هذه الورشة الغنية بالمعلومات متمنياً أن تضيف لهم أبعاداً جديدة من المعرفة والعلم وتعهد بوضع كافة إمكانات منظمة “أكساد” في خدمة ونجاح العمل العربي المشترك.
وتهدف الورشة الى تسليط الضوء على أهمية مراقبة العواصف الغبارية والأضرار الناجمة عنها على البيئة والاقتصاد والزراعة، وتبادل الخبرات العملية حول الإجراءات التي تحد من نشوء العواصف الغبارية وتخفيف الاضرار على المزروعات.
وقدم مجموعة من الباحثين والخبراء السوريين والعرب في أكساد عرضاً وافياً عن العواصف الغبارية وتأثيراتها الميكانيكية والفيزيولوجية على المحاصيل الزراعية ودور تحالف الأمم المتحدة في مكافحة العواصف الرملية والغبارية، ودور أكساد للحد من العواصف الغبارية والتكيف مع التغييرات المناخية، إضافة الى تأثير العواصف على البيئة، وطرق مراقبة ونمذجة العواصف الغبارية باستخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد.