برعاية معالي وزير الزراعة العراقي المهندس محمد كريم الخفاجي، وحضور الدكتور نصر الدين العبيد المدير العام لمنظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” بدأت في بغداد اليوم أعمال الدورة التدريبية، حول إدارة مياه الري باستخدام النمذجة الرياضية، التي ينظمها المركز العربي أكساد بالشراكة مع لجنة الأمم المتحدة والاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا/الاسكوا وتركز هذه الدورة على حساب المقننات المائية، وجدولة الري، وتطبيق الري الناقص.
وقال الدكتور نصر الدين العبيد في كلمة له خلال افتتاح الدورة، أن هذهِ الدورة تأتي استكمالاً لمسيرة التعاون الثنائي بين أكساد ووزارة الزراعة العراقية، الممتد لسنوات عديدة تم خلالها تنفيذ الكثير من المشاريع الرائدة، وثمرةً لتوقيع اتفاقية التعاون الفني والتقني لعامي 2021-2022، لتطوير وتنمية التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وهي الدورة الثانية التي ينفذها أكساد في العراق خلال الأسبوعين الأخيرين، فقد نفذ قبل أيام، وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة/ الفاو، دورة تدريبية حول حساب الإنتاجية المائية، وآثار التغيرات المُناخية على المحاصيل الزراعية، حضرها 18 متدرباً من وزارتي الزراعة والموارد المائية العراقيتين.
وأوضح سعادته أن الدورة تهدف إلى إيجاد حلولٍ علميةٍ وعمليةٍ ناجعةٍ تساعد في التصدي للتحديات الرئيسية، التي تواجه مسألةً تقع في مقدمة القضايا الملحّة في المنطقة العربية، وهي قضية المياه، التي من المتوقع أن تتزايد الضغوط عليها مستقبلاً، ولاسيما ما يتعلق بالنمو السكاني المتسارع، وبآثار تغير المُناخ. وقال مدير عام أكساد إن التغييرات المُناخية باتت تجتاح المنطقة بشكلٍ كبير، وعلى رأسها موجات الجفاف التي نعاني منها في هذه الأيام، مما يهدد بتقليص مساحات الأراضي المزروعة، سواء البعلية أم المروية، إضافةً لتهديد الأمن الغذائي، وارتفاع كلفة الفجوة الغذائية المرتفعة أصلاً. ومن المفيد هنا الإشارة إلى الشحّ المائي الخطير، الذي بات يواجه كلاً من العراق وسورية في السنوات الأخيرة، بسبب الانخفاض غير المسبوق لمياه نهري الفرات ودجلة، حتى صار من المتعذر ضخ مياه النهرين باتجاه المشاريع الزراعية المروية القائمة عليهما في البلدين. وأكد سيادته حرص منظمة المركز العربي “أكساد” منذ تأسيسها على القيام بمهامها الاستراتيجية بأمانة وتقنية عاليتين، لاسيما ما يتعلق بتكثيف الجهود لتحقيق الأمن المائي العربي، باعتباره الضامن لتحقيق الأمن الغذائي، والعمل على بلوغ الأهداف التنموية العربية المشتركة، التي أكدت عليها الاستراتيجية العربية للأمن المائي في المنطقة العربية، لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة (2010-2030)، وخطتها التنفيذية.
وأوضح الدكتور العبيد في ختام كلمته أن خبراء أكساد يقدمون بشكلٍ مركز، شروحاتٍ مستفيضة نظريةٍ وعملية، حول أهمية إدارة مياه الري، وضرورة تحسينها، وزيادة الإنتاجية المائية، باستخدام الأساليب الحديثة، ومنها النموذج الرياضي أكوا كروب(AquaCrop)، الذي يُعد أداةً فنيةً تساعد المشاركين في الدورة على المساهمة في معالجة مسألةٍ مهمة من المسائل المائية، التي يرتبط بها الكثير من النشاطات التنموية، ولا سيما الاقتصادية والاجتماعية منها، التي يرتبط بها تحقيق عددٍ من أهداف التنمية المستدامة، ولاسيما الهدف الثاني، المرتبط بالقضاء التام على الجوع، والهدف السادس، المتعلق بتوفير المياه، والهدف الثالث عشر، المرتبط بالعمل المُناخي وتحسين دخل السكان المحليين في الريف.