أكساد وسلطنة عمان/ دورة تدريبية

انطلقت، أمس، فعاليات الدورة التدريبية المخصصة للكوادر الفنية في سلطنة عمان حول “الإدارة المتكاملة والتقانات الحديثة لتحسين إنتاجية أشجار الفاكهة”، التي تعقدها منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد).

تأتي هذه الدورة لصالح 53 مهندساً زراعياً من كوادر وزارة الزراعة العمانية، عبر تقانة الاتصال المرئي، بهدف رفع كفاءتهم العلمية التطبيقية حول موضوعات الإدارة المتكاملة للمشاتل وتأسيس البساتين، وعمليات الخدمة الزراعية (الإكثار الجنسي والخضري، والتقليم، والتسميد، والري والحراثة، والمكافحة)، ومعاملات ما قبل الجني وما بعد الجني.

وقال سعادة المدير العام لمنظمة أكساد الدكتور نصر الدين العبيد، في كلمة له في افتتاح الدورة، أن منظمة أكساد قد حققت قصص نجاح متميزة، حيث تم اعتماد زراعة 77 صنفاً من أصناف أكساد من القمح والشعير(منها 7 أصناف في السلطنة) والتي أنتجها خبراء أكساد خلال الفترة الماضية، وتم، بالتعاون مع مراكز البحوث الوطنية،  زراعتها بمئات آلاف الهكتارات في الدول العربية، كما أسهمنا في تطوير الثروة الحيوانية من خلال توزيع 15 ألف رأس محسن عالي الإنتاجية من الغنم العواس والماعز الشامي، وإرسال أكثر من 35 ألف قشة لاستخدامها في عمليات التلقيح الاصطناعي للغنم والماعز من أجل تحسين الإنتاج.

وأضاف، أن أكساد زودت الدول العربية بنحو 3 مليون غرسة من مختلف الأشجار المثمرة، وخاصة الزيتون والتي بلغت (2.5 مليون غرسة)، والفستق الحلبي، واللوز، وهي محاصيل مهمة للوطن العربي كونها ذات اقتصادية عالية ومتحملة للجفاف، وتؤمن دخلاً جيداً للمزارعين والفلاحين العرب، كما قدمت مساعدات فنية ولوجستية في إنشاء مشاتل الزيتون والفستق الحلبي واللوز، لاسيما في لبنان واليمن والمغرب وليبيا والأردن والسعودية وسلطنة عمان، وتم تنفيذ 16 سدة مائية في سورية ولبنان وليبيا واليمن أسهمت في تأمين المياه للقرى الجبلية، وتأهيل أكثر من 200 ألف هكتار من المراعي المتدهورة، وتدريب 23 ألف فني زراعي عربي، وإصدار 159 مرجعاً علمياً عالي المستوى.

ولفت الدكتور العبيد إلى أن أكساد تمتلك مجمعاً وراثياً نباتياً مهماً للأشجار المثمرة على الصعيد العربي والإقليمي في محطة بحوث أكساد في جلين، وهي إحدى المحطات البحثية النباتية المهمة والتي تضم حوالي 500 صنف من مختلف أنواع الأشجار المثمرة، إضافة إلى 13 محطة بحثية في دولة المقر، ومحطتين بحثيتين نباتية وحيوانية في كل دول عربية بغاية التعاون العلمي والتنموي ونقل التكنولوجيا.

وأشار المدير العام لمنظمة أكساد إلى أن التعاون العلمي مع سلطنة عمان العزيزة على قلوبنا، قد أسهم في تحقيق العديد من المشاريع، من أهمها مشروع إنشاء قاعدة بيانات متكاملة لمواقع الرعي الطبيعية في السلطنة، إضافة إلى العديد من الدورات التدريبية، وبناء القدرات، علماً أن عُمان من الدول المؤسسة لهذه المنظمة (أكساد).

وأكد في ختام كلمته أن هذه الدورة التدريبية، تأتي كثمرة للتعاون القائم مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في مجال “الإدارة المتكاملة والتقانات الحديثة لتحسين إنتاجية أشجار الفاكهة” وانسجاماً مع توجهات وأهداف المنظمة  كبيت خبرة عربي يعمل على تدريب الكوادر العربية في المجالات كافة، ولاسيما في مجال تطوير وتحسين الأشجار المثمرة.

من جانبه، وجه مدير مركز بحوث الإنتاج النباتي ممثل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه الدكتور سيف بن علي الخميسي الشكر والتقدير لمنظمة أكساد ممثلة بمديرها العام سعادة الدكتور نصر الدين العبيد على تنظيمهم هذه الدورة المهمة، مؤكداً عمق أواصر التعاون بين أكساد ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، منوهاً بالتطور النوعي اللافت في أداء أكساد وكثافة أنشطتها المهمة في ظل إدارتها الجديدة.

كما قدم شرحاً عن التنوع البيئي والمناخي الذي تتمتع به السلطنة والتي حباها الله به، مما أدى إلى تنوع المنتجات الزراعية من نخيل وحمضيات ومانجو، وحتى الزراعات المدارية في منطقة الجبل الأخضر كالزيتون والفستق الحلبي والتين والرمان وغيرها من الأشجار المتساقطة الأوراق التي تحتاج لبرودة في المناخ، مختتماً كلمته بالشكر للمحاضرين والمتدربين، متمنياً أن تحقق هذه الدورة الفائدة المرجوة من عقدها.

تستمر فعاليات الدورة خمسة أيام، ويقوم بالتدريب العلمي والعملي التطبيقي نخبة من خبراء منظمة المركز العربي (أكساد) ذوي الاختصاص والكفاءة العالية على المستويين العربي والدولي.

زر الذهاب إلى الأعلى