الزراعة النسيجية ودورها في تطور زراعة النخيل في سلطنة عمان
قصة نجاح
المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية في سلطنة عُمان
” الزراعة النسيجية ودورها في تطور زراعة النخيل في سلطنة عمان “
خلفية عامة
أهمية أشجار النخيل في سلطنة عمان
شجرة النخيل ، هذه الشجرة المباركة والتي ذكرت في سور كثيرة في القران الكريم ذات القيمة الغذائية العالية لما تحتويه ثمارها من مواد غذائية وكذلك استخدامها في الكثير من الصناعات التحويلية وصناعات أخرى متعلقة بالسعف والخوص والكرب …. الخ. لقد ازداد الاهتمام بها في البلاد العربية بصورة عامة وفي سلطنة عمان بصورة خاصة لأهميتها الإستراتيجية حيث وصل عدد أشجار النخيل إلى ما يقارب من 8 مليون نخلة يضاف لها ما يقرب من 700.000 نخلة في الحدائق وبحدود 250 صنفا تضاهي بعضها من ناحية الجودة الأصناف المشهورة في العالم نذكر منها على سبيل المثال ( خلاص الظاهرة، خنيزي،هلالي ،زبد … الخ ) ، تشغل مساحة ما يقرب من 32 ألف هكتار والإنتاج ما يقرب من 256 ألف طن سنويا.
المشكلة
وجود أنواع ذات صفات نوعية غير جيدة.
تواجه زراعة النخيل في السلطنة بعض المعوقات منها الحيوية وغير الحيوية وكذلك فيما يتعلق بالطرق الزراعية المستخدمة وخاصة في الفترات السابقة (كثافة زراعة النخيل في وحدة المساحة) بالإضافة إلى شح المياه ووجود أنواع ذات صفات نوعية غير جيدة.
التصدي:
إكثار الأصناف الجيدة من النخيل نتيجة لذلك فقد تم إنشاء مختبر للزراعة النسيجية في محطة البحوث الزراعية بجماح ولاية بهلاء بالمنطقة الداخلية وتم افتتاحه في ديسمبر عام 1992م ويهدف المختبر إلى إكثار الأصناف الجيدة من النخيل ضمن الإستراتيجية الوطنية للنهوض بنخيل التمر والتي تهدف في مجملها إلى تعظيم العائد الاقتصادي والمائي والاجتماعي والبيئي لزراعة نخيل التمر على المستوى الفردي والوطني من النخيل إلى السلطنة لدعم القطاع الزراعي بأصناف اقتصادية مرغوبة محليا وعالميا.
البداية: إجراء التجارب
إدخال بعض أصناف النخيل العمانية المختارة
- تركز العمل في بداية المشروع على البحوث والدراسات للوصول للأوساط الغذائية المناسبة لكل صنف من أصناف النخيل وعلى جميع المراحل المختلفة .
- وفي هذا الإطار تم إدخال بعض أصناف النخيل العمانية المختارة والتي لها ميزة تنافسية وهي خلاص الظاهرة وخلاص عمان وزبد.
- وفي عام 1993م تم تجربة العديد من الأصناف العمانية وهي الخصاب ، خلاص عمان، زبد ، بونارنجة ،خنيزي ، حنظل بالإضافة إلى فحل خوري وقد شملت التجارب جميع المراحل المختلفة من مرحلة الإكثار إلى مرحلة الأقلمة النهائية .
- وفي عام 1994م تم إدخال وتجربة ثلاثة أصناف عمانية جديدة وهي خلاص عمان، لولو ،وفحل بهلاني بالإضافة إلى الأصناف السابقة.
- وفي عام 1995م تم إدخال صنفين عمانيين آخرين وهما هلالي عمان ورملي بالإضافة إلى الأصناف السابقة ذكرها.
الاختبار
زراعة أول فسائل منتجة بالزراعة النسيجية
- في شهر أكتوبر من عام 1996م تمت زراعة أول فسائل منتجة بالزراعة النسيجية وعددها 6 من صنف خصاب وذلك بمحطة البحوث الزراعية بجماح ،
- وفي عام 1997م تم توزيع عدد 200 فسيلة مختلفة الأصناف على عدد من المزارعين المختارين بقرية الوقبة بمنطقة الظاهرة.
نتائج الاختبار
تشابه وأضح بين النوعين التقليدي والنسيجي
وبمتابعة الفسائل الناتجة من الزراعة النسيجية تبين عدم وجود أي اختلافات ظاهرة في جميع الفسائل المزروعة بالإضافة إلى ذلك فقد أعطت جميع هذه الفسائل المزروعة نمو خضري جيد كما أثمرت ثمار ذات نوعية جيدة مطابقة للصنف ( في الفترة من 1999-2000م ) وبدارسة نوعية الثمار المنتجة ومقارنتها بنخيل لنفس الصنف ناتجة من فسائل تقليدية فإن الدراسة أثبتت تشابه وأضح بين النوعين التقليدي والنسيجي من ناحية شكل ونوع الثمرة كذلك نسبة العقد وجميع الصفات الأخرى.
التوسع في الاختبار
زرعت أعداد من الفسائل المنتجة نسيجيا بمزارع المواطنين
في عام 1997م تم اختيار منطقة الوقبة بالظاهرة زرعت أعداد من الفسائل المنتجة نسيجيا بمزارع المواطنين وتحت إشراف الفنيين بالمحطة ومتابعتها وقد أثمر الآن العديد منها ولم يتم تسجيل أي مشاكل أو طفرات حتى تاريخه.
التوسع في الإدخال
إدخال أصناف مستوردة و عمانية
في عام 1998م تم إدخال 13 صنف مستورد بالإضافة إلى ثلاث أصناف عمانية هي بوخموس ،نغال ، زبد وفاكهة . في عام 1999م تم إدخال أصناف مجهول ، جبري وفرض وحنظل أما في عام 2000م فقد تم إدخال صنفي البرحي ومجهول بالإضافة إلى أنه تم إكثار عدد من الأصناف العمانية المختارة والتي تم تجربتها في المختبر مسبقا. وفي عام 2001م تم إدخال أصناف مستوردة أخرى أهمها – مرزبان ، جبيرة ،خصفة عصفور ،رزيز أشهل ، مواجي وفي عام 2002م تم إدخال أصناف عمان الخالدي ، بوهبيشة ،جبرين.
التوزيع والنشر
توزيع النخيل المكثرة بالزراعة النسيجية للمزارعين
بدأ توزيع النخيل المكثرة بالزراعة النسيجية للمزارعين في عام 97/98 حيث بلغ عدد الفسائل الموزعة حتى عام 2010م إلى ما يقارب من ربع مليون فسيلة من مختلف الأصناف المحلية والمستوردة . وسيستمر برنامج التوزيع حسب الخطة المستهدفة سنويا بإذن الله تعالى. حيث جاري التوسع في إنتاجية المختبر ليصل إلى 100 ألف فسيلة ومن أهم الأمور المساندة لهذا المختبر هو إنشاء البنك الجيني للنخيل بوادي قريات عام 1988م حيث بلغ عدد أصناف النخيل الأنثوية حوالي 166 و 21 صنفا ذكريا تم اختيارها من كافة مناطق السلطنة بهدف جمع الأصناف وتوصيفها علميا وكذلك اعتبارها أهم مصدر للإكثار بالزراعة النسيجية.
دور فاعل
مشروع زراعة المليون نخلة
وبالنظر لوجود مشروع زراعة المليون نخلة وهذا المشروع بحاجة إلى فسائل النخيل ذات النوعية الجيدة ، فإن مختبر الزراعة النسيجية سيكون له دور فاعل في تزويد هذا البرنامج بالفسائل الجيدة من النخيل والتي ستساهم مساهمة فعالة في تطوير زراعة محصول النخيل في سلطنة عمان.