الزعفران .. والعواصف الغبارية .. عرضان علميان في أكساد

عقدت منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد)، في مقرها بدمشق،  بتاريخ 15 /12 /2020م، ورشة عمل لعرضين علميين، الأول منهما حول “تجربة زراعة نبات الزعفران في محافظة طرطوس الساحلية السورية”، والثاني حول “العواصف الغبارية في البادية السورية”، بحضور حشد كبير من الخبراء والباحثين العرب.

وأكد السيد المدير العام لمنظمة المركز العربي (أكساد) الدكتور نصر الدين العبيد، في كلمة له في افتتاح العرضين أن منظمة أكساد، مستمرة في إيلاء الدراسات والبحث العلمي وتطبيق نتائجه، داعياً الأهمية الكبرى، ومثنياُ على الباحثين الشباب إياهم إلى المزيد من الكد والعمل، مبدياً إعجابه وثناءه على حماستهم، وإقدامهم، ومثابرتهم، مؤكداً أن المنظمة فاتحة زراعيها لجميع الباحثين الطموحين. وستكون عوناً دائماً لهم في تحقيق نتائج أعمالهم العلمية التطبيقية، باعتبار أن منظمة أكساد هي بيت الخبرة العربي، وحاضنة البحوث الزراعية والمشاريع التنموية في القطاع الزراعي في الدول العربية، وتحاول باستمرار أن تقدم تقانات زراعية جديدة تخدم التطور الزراعي وتحسن من الوضع الاقتصادي للفلاحين، ولاسيما في المناطق الهامشية الأشد حاجة لمثل هذه التقانات.

وامتداداً لأنشطة منظمة أكساد في مجال الاهتمام نشر زراعة نبات الزعفران، وللدورة التدريبية التي عقدتها حول الزعفران، قدمت الباحثة المهندسة الزراعية رزان شعبان، عرضاً علمياً بعنوان “تأثير إضافة السماد العضوي (روث الأبقار) ومستخلص الخميرة في بعض الصفات الشكلية والتشريحية والإنتاجية لنباتي الزعفران واليانسون في ظروف طرطوس”.

وأوضحت المهندسة شعبان في البداية مبررات بحثها هذا، بزيادة الاهتمام العالمي في السنوات الأخيرة بالمنتجات النباتية الطبية والعطرية ذات التأثيرات الدوائية، وخاصة الناتجة عضوياً أو طبيعياً بعيداً عن الأسمدة الكيميائية، لإنتاج مستخلصات طبية و صيدلانية في علاج أمراض الإنسان وأيضاً الحيوان والنبات، كما أن لبعض الأنواع النباتية التي تنمو برياً في الطبيعة أو التي تزرع كمحاصيل إنتاجية ولها خواص طبية في الطب الشعبي، مثل اليانسون والزعفران أهمية كبيرة اليوم في تحويلها إلى محاصيل ذات مردود اقتصادي على الأفراد والمؤسسات.

تم تطرقت إلى الخطوات والإجراءات التي يتطلبها تنفيذ البحث، لافتة إلى نتائج بعض الأعمال المنفذة في محافظة طرطوس “كمنطقة ساحلية” على نبات الزعفران، وأشارت إلى نجاح هذه التجربة، مما يعطي الامل باعتبار المناطق الساحلية هي مناطق لزراعة الزعفران.

كما قدم رئيس برنامج مكافحة التصحر في منظمة المركز العربي (أكساد) الدكتور محمود عسكر عرضاً علمياً بعنوان “العواصف الغبارية في البادية السورية: أسبابها، تكرارية ظهورها، وأساليب الحد منها”، لافتاً إلى أن هذا العرض هو خلاصة متابعة علمية ميدانية تطبيقية لهذه الظاهرة منذ عشرين سنة.

وقال الدكتور عسكر أن خارطة قابلية الترب للانجراف في البادية السورية، تشير إلى أن 50% من مناطقها ترتكز أراضيها بشكل كبير عند تعرضها لقوى ميكانيكية ناجمة عن الحراثة أو وطء الحيوانات وسير المركبات، مشيراً إلى أن البادية السورية قد تعرضت في العقود السابقة إلى سوء إدارة الموارد الأرضية والرعوية من خلال زيادة المساحات المفلوحة وغياب النظم الرعوية.

وبعد ذلك، تطرق خبير أكساد إلى العوامل الذاتية والموضوعية المسببة لتلك العواصف، وشدتها وتكراريتها وتوزعها حسب السنوات والفصول، وعلاقة كل ذلك بالعوامل المناخية والأرضية السائدة، والدور البشري المسرع لهذه الظاهرة من خلال ربط تكرارية العواصف الترابية بمساحة الأراضي المفلوحة.

وتوقف الدكتور عسكر عند تجربة منظمة المركز العربي (أكساد) الناجحة جداً في مجالات مكافحة التصحر والحد من العواصف الغبارية وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة في كل من سورية (مشاريع جبل البشري، والهريبشة وكباجب، والكسرة)، والأردن (مشروع محميتي صبحا وصبحية)، والعراق (مشروع حوض الحماد) …إلخ.

وفي ختام كل عرض، أجاب كلا الباحثين على أسئلة الحضور واستفساراتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى