السيد المدير العام لمنظمة أكساد يشارك في ندوة حول دور وأهمية المؤسسات العربية في المحافظة على الأمن الغذائي العربي خلال الأزمات

     قدم السيد المدير العام لمنظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) الدكتور نصر الدين العبيد ورقة عمل في أعمال ندوة خاصة حول “دور وأهمية المؤسسات العربية في المحافظة على الأمن الغذائي العربي خلال الأزمات”.

     عُقِدَتْ الندوة بتاريخ 6 /7 /2020م، عبر تقانة الكونفرانس، ونظمها كل من اتحاد المهندسين الزراعيين العرب، وجمعية المهندسين الزراعيين المغاربة.

     وشارك في الندوة ممثلون عن كل من الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، و اتحاد الغرف العربية، والدكتور عاكف الزعبي وزير الزراعة الأردني الأسبق كضيف شرف.

     وقال السيد المدير العام لمنظمة أكساد في ورقته، إن وجود منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” كإحدى منظمات العمل العربي المشترك، يسهم ضمن أهدافه الاستراتيجية ومجالات عمله في حل الأزمات المتعلقة بالتنمية الزراعية بشكل عام، ورفع سوية العمل وبذل الجهود المكثفة في الأزمات الطارئة بشكل خاص. وضمن هذا الإطار عملنا وحققنا إنجازات ملموسة في مجال رفع معدلات الكفاءة الإنتاجية المحصولية، ونتائج مهمة في مجال تطوير الإنتاج والإنتاجية للمحاصيل الزراعية الأساسية في المنطقة العربية، وتحديد العديد من الأنواع والطرز لنباتات رعوية مبشرة وملائمة لاستزراع المراعي المتدهورة في المناطق الجافة وشبه الجافة وأخذت على عاتقها تنفيذ العديد من المشاريع الناجحة في الدول العربية بهدف إعادة تأهيل المراعي وتنمية قدرات الكوادر الفنية العربية.

     وأشار إلى أن “أكساد” تعمل على تنفيذ أهم أهدافها في مجال تطبيق تقانات الحد من التصحر وزحف الرمال وتطوير سياسات وإجراءات مكافحة التصحر وتدهور الأراضي والتخفيف من آثار الجفاف ومواكبة التطورات العالمية،

     وأوضح السيد الدكتور العبيد إلى أنه، وفي مجال الثروة الحيوانية، عملت منظمة المركز العربي “أكساد” على تنفيذ العديد من الدراسات والأبحاث والمشاريع التنموية في مجال التحسين الوراثي للأغنام والماعز، وزيادة نسب إنتاج الحليب واللحم والصوف منها، مما يسهم في تقليص الفجوة الإنتاجية في هذا المجال، ووضعنا جميع نتائج الأبحاث والدراسات تحت تصرف الدول العربية.

     وأضاف أنه، وضمن إطار المهمات الموكلة إلى “أكساد”، ومن خلال استراتيجيتها وخطط عملها السنوية، عملت على إنجاز العديد من الدراسات والأبحاث والمشاريع التنموية المهمة في معظم الدول العربية، كما أسهمت في إنجاز استراتيجية الأمن المائي العربي وخطتها التنفيذية، ومشاريع حصاد مياه الأمطار وإنشاء السدات المائية، ووضع خطط الإدارة المتكاملة للموارد المائية بالطرائق العلمية المتقدمة وتوطين مختلف التقانات الحديثة، بالإضافة إلى المشروع المهم “رفع كفاءة الري في الدول العربية”، والتي يمكن أن تكون مساهمة حقيقية والاستفادة منها في تعزيز الممارسات والحفاظ على الموارد المائية.

     وأشار إلى أنه، وخلال الأشهر السابقة، عملنا بشكل مرن جداً على تنفيذ خططنا وبرامجنا وأنشطتنا، والتخفيف من آثار أزمة تفشي الوباء، حيث تابعت منظمة أكساد أعمالها من خلال الاستمرار في تنفيذ الأعمال الإدارية والعلمية دون انقطاع، والتواصل الدائم مع الوزارات والهيئات والمراكز المعنية، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، واعداد التقارير الفنية والإدارية اللازمة.

     وكذلك الالتزام بتنفيذ الأنشطة، وخاصة ما يتعلق منها بالتجارب البحثية العلمية، فقد تابع باحثو أكساد أبحاثهم وتجاربهم المخبرية والحقلية دون انقطاع مع اتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية من

     وقال السيد المدير العام، أنه، وفي مجال العمل الإنساني، كثّفت أكساد تنفيذ أعمالها في مشاريع تحسين سبل العيش والدعم الطارئ المقدمة للسكان المتضررين من الأزمة في الجمهورية العربية السورية (دولة المقر)، ومنذ ظهور جائحة فيروس كورونا في شباط/فبراير 2020م، حيث عمل على تقديم المساعدات الزراعية لـ 5565 أسرة ريفية في ست محافظات سورية من الأسر الفقيرة التي لا تمتلك حيازات زراعية كافية لزراعة المحاصيل الحقلية، وتضمنت هذه المساعدات سلة لكل أسرة مستهدفة تتضمّن بعض المعدات الزراعية والسماد المتوازن، و6 أنواع من بذور الخضراوات الشتوية، والصيفية الهجينة، والعالية الإنتاجية.

     وكذلك، تقديم مجموعة من الأدوات الخاصة بزراعة الخضروات على أسطح المنازل للأسر التي لا تمتلك أراض زراعية، وأيضاً، تقديم شبكة للري بالتنقيط مع مستلزماتها كافة لري مساحة 500 متر مربع من الخضراوات والتي ستوفر 70 % من مياه الري المستخدمة في الطريقة التقليدية، إضافة إلى تأسيس 350 مشروعاً متناهي الصغر لصالح 350 امرأة ريفية في مجال تصنيع الحليب ومشتقاته وتصنيع وحفظ الخضراوات والفاكهة، من خلال تأمين مستلزمات التصنيع والمواد الأولية بالإضافة إلى تدريب المستفيدات ورفع قدراتهم الإنتاجية والتسويقية.

     وأيضاً، وفي مجال الإنتاج الحيواني، تم استهداف 3600 مربياً للثروة الحيوانية، في سبع محافظات سورية، حيث تم تقديم 840 طناً من الأعلاف المركبة (كبسول) ذات النوعية الممتازة لجهة احتوائها على البروتين الخام والأملاح والفيتامينات، و240 طناً من الشعير العلفي للمربين الفقراء في محافظة الحسكة، بواقع 300 كغ لكل أسرة، والتي يمكن أن تكفي احتياجات حيواناتهم لمدة ثلاثة أشهر.

     ولفت إلى أن أكساد تقوم حالياً، بالتعاون مع منظمة مكافح الجوع الإسبانية، بصياغة مشروع إغاثي يتضمن توزيع 7000 سلة غذائية وصحية على الأسر الريفية الفقيرة في محافظة حلب التي تأثرت بشكل مباشر بفيروس كورونا.

         وقدم السيد الدكتور العبيد عدداً من التوصيات، يمكن أن تكون حافزاً لتطوير وتنمية القطاع الزراعي في مجالات عمل منظمة أكساد، والجهات النظيرة، حيث ثبت، وبما لا يدع مجالاً للشك، أن الإنسان، والدراسات والبحث العلمي، يتطلبان بذل جهود أكبر وتقديم الدعم الإضافي، لأنها تولّد التنوعات الفكرية والعلمية والأيديولوجية، وهي منبع الإبداع والابتكار.

          ولفت السيد الدكتور العبيد إلى أنه، وللأسباب الإنسانية والمخاطر الاجتماعية على الإنسان، يجب رفع العقوبات عن الدول العربية لتحسين واقع مواجهة كوفيد-19، لأن استمرار فرض عقوبات اقتصادية مرهقة على بعض الدول يقوّض بشدة الحق الأساسي في الحصول على الغذاء في ظل وجود هذا الوباء، وقد أكدت الأمم المتحدة أنه “إذا كان المجتمع الدولي جاداً بشأن مكافحة كـوفيد-19 والقضاء على انعدام الأمن الغذائي والتغذوي، فإن على الدول، الامتناع في جميع الأوقات عن التدخل المباشر وغير المباشر في الإمداد الغذائي”.

     واختتم السيد المدير العام لمنظمة المركز العربي (أكساد) ورقته بالقول” إن “أكساد” مستمرة في أداء مهماتها وتنفيذ خططها، وتقديم خبرتها وتسخير إمكاناتها، بالتنسيق والتشاور مع وزرات الزراعة العربية، والتعاون مع المنظمات العربية والإقليمية والدولية، لدعم مسيرة التنمية الزراعية العربية.

زر الذهاب إلى الأعلى