السيد المدير العام يلقي كلمة أكساد في اجتماعات لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك

     ألقى السيد المدير العام لمنظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) الدكتور نصر الدين العبيد كلمة باسم المنظمة في فعاليات اجتماعات الدورة الـ49 للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك حول ” تداعيات أزمة كورونا على الاقتصاديات والمجتمعات العربية”.

     عُقِدَتْ الاجتماعات بتاريخ 13 /7 /2020م، عبر تقانة الدائرة التلفزيونية المغلقة (الكونفرانس)، ونظمتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

     وفي مستهل كلمته، توجه السيد المدير العام لمنظمة أكساد بالتحية إلى كل من معالي الأستاذ أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، وسعادة السفير حسام زكي الأمين العام المساعد رئيس مكتب الأمين العام، ومعالي الدكتور كمال حسن علي الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية، والسادة المديرين العامين ورؤساء المنظمات والاتحادات العربية.

     وقال.. “من دمشق الشام.. من شآم الياسمين.. من الشعب العربي السوري الأبي إلى أشقائه.. أحبته.. في وادي النيل.. وفي أقاصي المغرب العربي.. ومشارقه.. تحية حب من قلب العروبة النابض.. القلب الحريص كل الحرص على مصالح هذه الأمة، والمؤمن كل الإيمان بوحدة المسار والمصير لكل أقطارنا العربية”.

     ثم توجه السيد الدكتور نصرالدين العبيد إلى السيد الأمين العام قائلاً.. “كان تواجدكم في قلب الحدث دائماً، مهما كانت الرياح عاتية، حافزاً لنا جميعاً، وتوجيهاتكم الحكيمة المستمرة لبرامج عمل كل منظمات الجامعة العربية، ولاسيما إدارة المنظمات والاتحادات العربية، انعكست إيجاباً على مسيرة هذه المنظمات تقدماً ومسيرة لعربهامة، وعلى سبيل الذكر لا الحصر، أشير هنا إلى منظمة أكساد حيث تم حسب توجيهاتكم تعيين مدير عام جديد، كان لي شرف أن أتحمل هذه المسؤولية بكل سلاسة وهدوء، انسجاماً مع قوانين الجامعة ولوائحها العريقة، والتي طالبتَ بتطبيقها وتفعيلها بكل جدية وصرامة، مما عكس هيبة الجامعة القوية، ودلّل على عراقتها ماضياً وحاضراً، وأسس لمرجعية قانونية سيشهد التاريخ أنكم كنتم في أعلى هرم قيادتها”.

     وتابع قائلاً.. “سيادة الأمين العام.. عملاً بتوجيهاتكم الحكيمة واستلهاماً من مسيرتكم في قيادة الجامعة العربية، نعاهدكم أننا سنعمل بجد ونشاط وإرادة لاتلين، حسب توجيهاتكم وإرشاداتكم للارتقاء بعمل منظمتنا أكساد إلى المكان الذي يليق بها، وإلى المرتبة التي تتناغم مع تطلعاتكم ومسيرتكم الظافرة المكللة بالنجاحات في أقسى الظروف وأصعبها على صعيد الوطن العربي والعالم، سنكون عند حسن ظنكم، ونقول لسيادتكم العبرة بالأفعال لابالأقوال وإن غداً لناظره قريب”.

     بعد ذلك، لفت الدكتور العبيد عناية السادة أعضاء لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك إلى أنه بات معروفاً للجميع أن العالم اليوم يواجه سلسلةً طويلة من التحديات، التي تتجاوز بآثارها ومخاطرها الحدود الجغرافية والسياسية للدول، وأصبحت تمثل في هذا المعنى قضايا عالمية، تفرض على الجميع اهتماماً وتعاوناً مشتركين، سواء على صعيد الأفراد، أو المجتمعات، أو الدول، ويقع في مقدمة هذه التحديات جائحة كورونا، أو ما بات يُعرف بـ(Covid 19)، التي تُعد حالياً أمّ التحديات، على المستويات كافةً، الصحية، والاقتصادية، والمالية، والاجتماعية، والغذائية، والمائية، وحتى السياسية.

وأضاف، إن هذه الأزمة تشكل فرصة تاريخية للعمل العربي المشترك، في قراءة وتحليل الآثار والنتائج التي أفرزتها باتجاه تعزيز الأمنين الغذائي والمائي العربيين، وإعادة الاعتبار للمنتج الزراعي والغذائي والصحي المحلي مهما كلف ذلك من ثمن، والنظر في تحديد السياسات والإجراءات الواجب تنفيذها بالاستفادة من التجارب العربية.

    ونوه بأن وجود منظمة المركز العربي “أكساد” كإحدى منظمات العمل العربي المشترك، يساهم ضمن أهدافه الاستراتيجية ومجالات عمله في حل الأزمات المتعلقة بالتنمية الزراعية بشكل عام، ورفع سوية العمل وبذل الجهود المكثفة في الأزمات الطارئة بشكل خاص.

     ولفت إلى قيام أكساد بمتابعة أعمالها على الصعد كافة خلال الأزمة، وأنها استمرت في تحقيق إنجازات ملموسة في جميع مجالات عملها، مثل رفع معدلات الكفاءة الإنتاجية المحصولية، وتطوير الإنتاج والإنتاجية للمحاصيل الزراعية الأساسية، وللثروة الحيوانية في المنطقة العربية، فضلاً عن إنجازاته المشهودة في مجالات مراقبة التصحر ومكافحته، ووقف تدهور التربة وإعادة تأهيل المراعي، والإدارة المتكاملة للموارد المائية.. وغيرها الكثير.

وأوضح أنه يمكن أن تعطي أزمات الماضي دروساً قيّمة حول ما يجب فعله وما لا يجب فعله، لكن من المهم أن نظل مدركين أن حجم جائحة كورونا يختلف عن أي شيء رأيناه من قبل، فهي ليست كارثة محلية لكنها عالمية، وهي حالة جديدة كلياً.

وأشار إلى أن التواصل الدائم والتكاتف والتعاضد بين مراكز البحوث والمنظمات العربية والدولية والمؤسسات الاقتصادية العربية والأفراد المهتمين، وتبادل البيانات والمعلومات بشكل رقمي أصبح حاجة ملحة وحتمية، لتساهم في تعميق عملية التحليل وقراءة الواقع والتوصل إلى مخرجات هامة تساهم في دعم اتخاذ القرار.

 وشكر الدكتور العبيد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بشكل عام، وقطاع الشؤون الاقتصادية وإدارة المنظمات والاتحادات العربية بشكل خاص، قيادتها ورعايتها دفة التنسيق والتعاون بين الجهات المعنية من خلال منصات إلكترونية، شكلت فرصة تاريخية للعمل العربي المشترك، في قراءة وتحليل الآثار والنتائج التي أفرزتها هذه الأزمة باتجاه تعزيز وتقوية الإمكانات، والنظر في تحديد السياسات والإجراءات الواجب تنفيذها بالاستفادة من التجارب العربية الناجحة، وذلك من خلال العديد من المؤتمرات عبر الإنترنت، وعلى رأسها الندوة الهامة حول تداعيات كورونا على الأمن الغذائي العربي، فلهم منا كل الشكر والتقدير.

واختتم المدير العام لمنظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” الدكتور نصر الدين العبيد كلمته بالتأكيد أن المنظمة مستمرة في أداء مهامها وتنفيذ خططها، وتقديم خبرتها وتسخير إمكاناتها،وزيادة التنسيق والتشاور مع وزارات الزراعة العربية، وتكثيف التعاون مع المنظمات والاتحادات العربية أعضاء لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك، لإنشاء شبكة متينة من علاقات العمل البحثي المشترك، ودعم وتنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030م، ومسيرة التنمية الزراعية العربية.

زر الذهاب إلى الأعلى