عرض علمي حول مشروع تأسيس مخبر للطاقات المتجددة في أكساد
أكد السيد المدير العام لمنظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) الدكتور نصر الدين العبيد أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمناطق الجافة وشبه الجافة العربية هي من أهم أهداف أكساد.
وأضاف، خلال افتتاحه عرضاً علمياً في مقر أكساد بدمشق، بتاريخ 23 /12 /2020م، بحضور حشد من الخبراء السوريين والعرب، أن توافر الطاقة هو شرط أساسي لتحقيق هذا الهدف، ولكن ومع ندرة الكهرباء النظامية في هذه المناطق، فقد أصبح لزاما البحث عن مصادر بديلة للطاقة.
وأوضح السيد المدير العام أن استخدام الطاقة المتجددة أصبح اليوم أحد المحاور الرئيسة نحو الانتقال إلى منظومة طاقة مستدامة، كما ازداد الاهتمام بتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة في العالم، باعتبارها أحد غايات الهدف السابع لخطة التنمية المستدامة للعام 2030م التي اعتمدتها الأمم المتحدة في العام 2015م.
وأشار إلى أن زيادة الاعتماد على الطاقات المتجددة يؤدي إلى انخفاض تكاليف الطاقة الكهربائية المنتجة منها، لافتاً إلى أن الدول العربية تعتمد بنسبة حوالي %94 على الوقود الأحفوري كمصدر رئيس لإنتاج الكهرباء (فيما عدا السودان التي تعتمد على نهر النيل بشكل أساسي في الحصول على الطاقة الكهربائية إلى جانب النفط).
ونوه السيد المدير العام لمنظمة المركز العربي (أكساد) الدكتور نصر الدين العبيد بأن المنظمة كانت سباقة عربياً في طرح موضوع الطاقات المتجددة من خلال تنفيذها لـ “مشروع تقانات الغاز الحيوي ونشرها في الريف العربي”، حيث أنشأت مئات المخمرات في أرياف عدد من الدول العربية، مثل اليمن، والسودان، وسورية.. وغيرها، مشدداً على خبراء أكساد ضرورة متابعة ماأنجزوه والاطمئنان على استمرارية العمل في المشاريع التي نفذوها ولو انتهت مدة التنفيذ.
ثم قدم خبير الطاقات المتجددة في منظمة أكساد المهندس توفيق خويص عرضاً علمياً حول “مشروع تأسيس مخبر للطاقات المتجددة في أكساد”، لفت في مستهله إلى مصادر الطاقات المتجددة والواعدة في المناطق العربية، وهي مصادر الكتلة الحيوية وتتمثل بالمخلفات الزراعية بمختلف أشكالها (المخلفات الحيوانية بأنواعها، ومخلفات الصرف الصحي الصلبة والسائلة، ومخلفات الصناعات الغذائية).
ثم تطرق خبير أكساد إلى مصادر الطاقة الشمسية، مشيراً إلى أنها من الطاقات المتجددة الواعدة خاصة في الاستخدامات الزراعية مثل ضخ المياه للري أو الاستخدامات الأخرى، وتوليد الكهرباء، وتجفيف المنتجات الزراعية (الغذائية والعلفية)، وتعقيم التربة، وفي الزراعة المحمية، وتحلية المياه، والطهي.
ثم عرض بالتفصيل عن كل تقانة من تلك التقانات، لافتاً إلى أن تقانات الكتلة الحيوية ليست لإنتاج مصدر للطاقة فحسب، بل هي تقانة للتخلص الآمن من مواد تشكل خطورة على البيئة وعلى مواردها الطبيعية مثل مياه عصر الزيتون (مياه الجفت)، ونبات زهرة النيل، ومخلفات الصرف الصحي والصناعي.
وأوضح المهندس خويص أن هناك أهداف مباشرة وأخرى غير مباشرة من تأسيس مخبر للطاقات المتجددة في منظمة المركز العربي (أكساد)، أولها نشر ثقافة الطاقات المتجددة في المناطق الريفية بطرائق بسيطة، وتصميم وتنفيذ وحدات (أجهزة) أنموذجية لإنتاج الطاقة من الطاقات المتجددة بمواد محلية (قدر الإمكان)، وإجراء اختبارات لمعرفة المواد الأنسب لإنتاج أفضل أشكال الطاقة.
أما الأهداف غير المباشرة، فهي إيجاد حلول بيئية آمنة لعدد من المشاكل البيئية المستعصية مثل زهرة النيل ومياه الجفت وغيرها، ثم تحدث عن محتويات ومتطلبات المخبر، لافتاً إلى أن جميع تجهيزاته سيتم تصميمها وتنفيذها بالخبرات المحلية وباستخدام المواد المتوافرة محلياً، وستخضع لاختبارات تناسب بيئة المناطق الريفية، منوهاً بأن الهدف البعيد المدى هو أن يصبح مخبر الطاقات المتجددة في منظمة أكساد بمثابة بيت ريفي أنموذجي يعرض أنظمة الطاقات المتجددة التي تناسب المناطق الريفية.
وفي الختام، أدار السيد المدير العام لمنظمة المركز العربي (أكساد) الدكتور نصر الدين العبيد نقاشات وحواراً معمقاً بين المشاركين، أجاب خلاله المهندس خويص عن أسئلة الحضور واستفساراتهم.