ورشة عمل لتعزيز مفهوم “الصحة الواحدة” في الوطن العربي في مقر منظمة أكساد

تحت رعاية سعادة الدكتور نصر الدين العبيد مدير عام منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد”، افتتحت الإثنين 11 تشرين الثاني 2024 في مقر المنظمة بالصبورة ورشة عمل بعنوان “تعزيز مفهوم الصحة الواحدة في الوطن العربي” ضمن جهوده المستمرة لتعزيز الأمن الغذائي والصحي في المنطقة العربية، بمشاركة 15 دولة عربية واجنبية وعدد كبير من المنظمات الإقليمية والدولية المهتمة في هذا المجال عبر تقنية “Zoom”، وعدد من الباحثين والاختصاصيين من وزارات الصحة والزراعة والثروة الحيوانية.
وتهدف الورشة إلى تبني وتطبيق مفهوم “الصحة الواحدة” الذي يربط بين صحة الإنسان والحيوان والنظام البيئي لتحقيق استدامة صحية متكاملة حيث تضمنت مناقشات حول أهمية تكامل الجهود للوقاية من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، وتأثيرها على الصحة العامة، وسلامة الغذاء، والبيئة من خلال تعزيز التعاون بين القطاعات الصحية، البيئية، والزراعية، وخاصة في ظل التغيرات المناخية الأخيرة والتحولات البيئية في المنطقة.
أشار الدكتور نصر الدين العبيد خلال كلمته الافتتاحية أن منظمة أكساد أولت اهتماماً كبيراً في مواجهة الأمراض العابرة للحدود حيث أنشأت لهذا الغرض برنامجاً بحثياً منذ عام 2008 لإجراء أبحاث ودراسات حول الأمراض العابرة للحدود وتأثير التغيرات المناخية على الصحة الحيوانية، من خلال تنفيذ العديد من المشاريع النوعية كان أهمها مشروع رسم الخرائط الوبائية وما نتج عنه من رسم 86 خارطة مرضية لتحديد العوامل المساعدة لانتشارها والتنبؤ بوقت نشاطها.


وأضاف سعادته أن أكساد عملت على اعداد مشاريع لرسم الخرائط المرضية في الكويت والسعودية والجزائر وسورية، إلى جانب مشاريع تقييم واقع الخدمات البيطرية، وبناء القدرات في مجال تشخيص ووبائية الأمراض المعدية في الإبل، ودراسة التسمم الحملي عند الماعز الشامي والإنذار المبكر بالتعاون مع البحوث العلمية، وغيرها الكثير بهدف مواجهة التحديات الصحية، والإنذار المبكر والاستجابة العاجلة، بالتعاون مع وزارات الزراعة والثروة الحيوانية العربية والمنظمات الدولية والإقليمية لبناء شبكات تعاون لمكافحة الأمراض العابرة للحدود لتحقيق أهداف الأمم المتحدة في التنمية المستدامة.


وقال الدكتور العبيد أن مفهوم الصحة الواحدة هو إطار عمل يهدف إلى تعزيز التعاون وحشد الطاقات وتوحيد الجهود بين مختلف القطاعات والاختصاصات لضمان الوقاية والسيطرة على الأمراض الوبائية، وخاصة الأمراض المشتركة التي تنتقل بين الحيوانات والبشر، ولعل من أهم المحاور التي تندرج تحت مفهوم الصحة الواحدة، خاصةً وقد أصبح العالم اليوم قرية صغيرة، هي الأمراض العابرة للحدود، منوهاً أن أكساد قام بإعداد دراسة متكاملة حول الأحزمة الخضراء التي من شأنها أن تقوم بدور حيوي هام في مكافحة التصحر وتحسين البيئة، إلى جانب دورها في حماية التنوع البيولوجي وتخفيف آثار التغيرات المناخية، ويعتبر مفهوم الصحة الواحدة أحد ركائزه.


وفي ختام الورشة صدرت عدة توصيات تهدف إلى تحسين السياسات والممارسات بما يتوافق مع معايير الصحة العالمية، وتعزيز التعاون الإقليمي في مجال الرصد البيئي والصحي، ودعم برامج التوعية للحد من مخاطر الأمراض المشتركة، أهمها تنظيم مؤتمر عربي للصحة الواحدة حضوري مرة كل عامين في احدى الدول العربية، والسعي لتأسيس لجنة رفيعة المستوى للصحة الواحدة تضم ممثلين عن كافة الوزارات والقطاعات والمنظمات والهيئات ذات العلاقة، إضافة لتحديد الأولويات لأنشطة الصحة الواحدة في المنطقة العربية ووضع خطة عمل عربية وخارطة طريق وربط الامراض بالمعطيات الجغرافية وعلاقاتها بالتغير المناخي، وتشجيع الأبحاث بين القطاعات حول المخاطر الصحية وإعادة النظر في اللوائح الصحية الدولية في ضوء تجارب الجائحات السابقة ورفع القدرات وتبادل الخبرات.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى