افتتاح مؤتمر القمح العربي في مقر منظمة أكساد

برعاية السيد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي الدكتور فايز المقداد وحضور مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” سعادة الدكتور نصر الدين العبيد، افتتحت اليوم الأحد 27 تشرين الأول 2024 فعاليات مؤتمر القمح العربي الذي ينظمه المركز العربي “أكساد” في مقره بالصبورة بمشاركة باحثين واختصاصيين في شؤون زراعة وإنتاج القمح من سورية والدول العربية.
يهدف المؤتمر إلى مناقشة أوضاع زراعة محصول القمح وإنتاجه في الدول العربية، والتقانات الزراعية المستخدمة، والصعوبات التي تعوق تحسين مستويات الأمن الغذائي العربي، والآثار السلبية للتغيرات المناخية على زراعة الحبوب، وتحديث الوسائل التكنولوجية المستخدمة في زراعة القمح، وسبل تعزيز الاستثمارات في الزراعة، واقتراح برامج وخطط عمل مبتكرة للوصول إلى الاكتفاء الذاتي من القمح في المنطقة العربية.
وشارك في الافتتاح عبر تقنية الفيديو كونفرنس إدارة المنظمات في جامعة الدول العربية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة ( إيكاردا)، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية، والمركز الدولي للزراعات الملحية (ِإكبا)، والهيئة العربية للاستثمار الزراعي، وأكثر من 100 باحثاً اختصاصياً في مختلف المجالات المتعلقة بزراعة وإنتاج القمح من الدول العربية، بالاضافة إلى رؤساء النقابات والمنظمات الشعبية والاتحادات الفلاحية، وعمداء كليات الزراعة.
وفي كلمة له أبدى وزير الزراعة والإصلاح الزراعي الدكتور فايز المقداد دعمه الكامل للمركز العربي “أكساد” ونشاطاته في استنباط أنواع جديدة من القمح الذي يوزع على جميع الدول العربية، لافتاً إلى أهمية العمل التشاركي العربي، وضرورة التعاون مع جميع المنظمات العربية والإقليمية والدولية المعنية بالعمل الزراعي وخاصة مع منظمة أكساد التي تأخذ من دمشق مقراً لها.


وأشار الوزير إلى السعي لتحقيق التنمية الزراعية برغم التحديات الكبيرة وخاصة التي تتعلق بالتغيرات المناخية التي يشهدها العالم بشكل عام ومنطقتنا العربية بشكل خاص، والظروف الاقتصادية والسياسية، مؤكداً أن سورية حققت الاكتفاء الذاتي في محصول القمح على مدار سنوات الطويلة لكن الظروف التي مرت بها في السنوات الأخيرة أثرت بشكل كبير على ذلك، مبيناً أهمية تطوير البحوث العلمية الزراعية بالتعاون بين خبراء اكساد ووزارة الزراعة وتقديم هذه الخبرات والنتائج الى الدول العربية الشقيقة للوصول إلى تحقيق الأمن الغذائي.
وصرح سعادة الدكتور نصر الدين العبيد مدير عام أكساد أن محصول القمح يمثل نقطة الارتكاز الأساسية للأمن الغذائي في الدول العربية، مبيناً أن المركز العربي “أكساد” وضع مسألة تطوير إنتاج القمح في الوطن العربي في أولى اهتماماته واستراتيجيات عمله، ونجح خبراؤه في استنباط وتطوير87 صنفاً جديداً من القمح والشعير تتميز بصفات إنتاجية عالية وصلت إلى10 طن/هكتار عند تقديم الخدمات الزراعية المثلى، ولدى هذه الأصناف صفة مقاومة الجفاف والحرارة العالية والأمراض. ونفذ أكساد العشرات من المشاريع التنموية والانتاجية حيث زود أكساد العديد من الدول العربية بأصنافه المتميزة التي تهدف إلى رفع إنتاج القمح في الدول العربية لتغطية العجز الحالي في الإنتاج، وتقليص الفجوة القائمة بين الاستهلاك السنوي للقمح في الدول العربية والمقدر بنحو 60 مليون طن والإنتاج الذي يصل إلى 25 مليون طن سنوياً، الأمر الذي يضطر الدول العربية إلى استيراد نحو 35 مليون طن كل عام قيمتها 10مليار دولار، وكان يمكن توجيه هذه الأموال نحو مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية لو كانت المنطقة العربية تنتج كفايتها من هذا المحصول، ولما حدثت هذه الفجوة الإنتاجية التي تمس الأمن الغذائي العربي.
وتابع الدكتور العبيد أن تحليل الوضع الراهن لإنتاج القمح في الوطن العربي عبر السنوات الماضية يشير إلى أن الظروف المناخية وقلة الأمطار وتناوب دورات الجفاف، واستخدام تكنولوجيات زراعية تقليدية، وضعف الاستثمارات المالية في الزراعة والبحث العلمي الزراعي ونقل التقانات الحديثة، وضعف البنى التحتية الزراعية، أعاقت تنفيذ خطط التوسع في زراعة وإنتاج القمح في المنطقة العربية، ففي حين أن العالم شهد تطوراً جيداً في إنتاج القمح من 640 مليون طن عام 2010 إلى 808مليون طن عام 2022 أي بمعدل نمو سنوي قدره 2.2%، لم يحقق إنتاج القمح في الدول العربية تقدماً يذكر.


ونوه مدير عام أكساد إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود في تنفيذ برامج التوسع في المساحات المزروعة بالقمح في الدول العربية بنسبة لا تقل عن 25% لتصبح 13 مليون هكتار على الأقل بدلاً من 10 مليون هكتار حالياً، ورفع الإنتاجية في وحدة المساحة من 2.5 طن/هكتار إلى 3.5 طن/هكتار مما يؤدي إلى زيادة الإنتاج بنحو 20 مليون طن سنوياً، وأن تستثمر طاقات الإنتاج الكامنة في الدول العربية وخاصة في السودان والجزائر والعراق وسوريا التي تؤمن إنتاج ما لا يقل عن 15 مليون طن سنوياً، وهذا يعني الاقتراب من الاكتفاء الذاتي من القمح في الوطن العربي.
ومن المتوقع أن يصدر عن المؤتمر الذي يشارك فيه نخبة متميزة من الباحثين العرب عدد من التوصيات الهامة المتعلقة بالإجراءات الواجب اتخاذها لتحسين إنتاج القمح من خلال زراعة اصناف القمح الحديثة المقاومة للجفاف والأمراض الفطرية، وإنشاء برامج إكثار البذار، وتطبيق المعاملات الزراعية السليمة، وتأسيس بنية تحتية زراعية مناسبة، وإنشاء مشاريع حصاد المياه، وتطوير أنظمة الري، واستخدام المعدلات اللازمة من مدخلات الإنتاج، وتشجيع استثمارات القطاع الخاص في تصنيع مدخلات الإنتاج وخاصة الآليات الزراعية والأسمدة والمبيدات، والاهتمام بالفلاحين وتسويق محاصيلهم بالأسعار العادلة.

Back to top button