انتخاب بعض طرز الزيتون البري// عرض علمي في أكساد

قدم رئيس برنامج الأشجار المثمرة في منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد)  الباحث الدكتور ساهير باكير بحثا” شاملا حول “انتخاب بعض طرز الزيتون البري كأصول مقصرة للتطعيم عليها وإدخالها في نظام زراعة الزيتون المكثف”، وذلك في مقر أكساد بدمشق مؤخرا”

وأوضح الباحث ، إن زراعة الزيتون تعد من أقدم زراعات حوض البحر الأبيض المتوسط التي يقوم بها الإنسان لتأمين ما يحتاج إليه من غذاء، ويمتزج تاريخ زراعتها بتاريخ الشعوب التي جعلت منها شجرة مباركة ورمزاً للسلام ومنبعاً للثروة الدائمة.

وقال هذه الشجرة الغذائية والصحية، انتشرت زراعتها في جميع أنحاء العالم، حيث قدرت أعداد أشجار الزيتون في العالم 750 مليون شجرة زيتون، وتُوجد بنسبة 95 % منها في منطقة البحر الأبيض المتوسط,

وأكد أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، أن التحولات الاجتماعية والتكنولوجية عدلت بشكل تدريجي من تركيز وتطوير بساتين الزيتون ومعاصر إنتاج الزيت، وكذلك فقد تطور التداول التجاري، والترويج والتوزيع لغرض تلبية الطلب المتنامي على زيت الزيتون البكر الجيد.

ولفت  الباحث إلى أن هذه التغيرات، قد أفضت إلى إيجاد أنظمة جديدة للزراعة تبلورت لأغراض ميكنة الحصاد سعياً إلى تحقيق إنتاجية مرتفعة وجودة لزيت يتم تداوله تجاريا في سوق شامل.

وأوضح أن التوسع الحالي بزراعة الزيتون والتكاليف العالية للخدمات الزراعية المقدمة لها، استدعي تطبيق استراتيجية جديدة، تعتمد على تطوير أصناف جديدة ذات نمو منخفض يتلاءم مع نظام الزراعة التكثيفية، أو تطعيم الأصناف على أصول مقصرة تؤثر بدورها في التخفيف من نشاط هذه الأصناف، ويمكن أن تكون ملائمة لهذه الزراعة، ومتحملة للظروف البيئية و للإجهادات الإحيائية واللإحيائية.

ونوه بأن هذا البحث العلمي التطبيقي، يهدف إلى انتخاب بعض الطرز البرية المتميزة بقصر سلامياتها لاستخدامها كأصول مقصرة، وتجذير بعض الأصول المنتخبة المقصرة والتي قد تكون ملائمة للزراعة التكثيفية بالعقلة الغضة باستخدام تراكيز مختلفة من هرمون أندول بيوتريك أسيد IBA وتحديد التركيز الملائم لذلك.

وكذلك، دراسة تأثير بعض محسنات النمو بتراكيز مختلفة لتهيئة الغراس الناتجة عن التجذير للتطعيم بأقل وقت ممكن، ومراقبة وتسجيل مدى إصابة غراس الأصول المختارة والمكاثرة خضرياً بالحشرات والأمراض المنتشرة في المنطقة.

بالإضافة إلى تطعيم بعض أصناف الزيتون السورية الاقتصادية كالصوراني والقيسي على الأصول المنتخبة والمكاثرة، وتقييم الكفاءة الإنتاجية للأصناف المحلية المطعمة على أصول برية ومقارنتها مع الأصناف العالمية التي تستخدم في الزراعة التكثيفية (أربوسانا و كورناكي)، ودراسة الجدوى الاقتصادية لزراعة هذه الأصول والأصناف.

حضر العرض المدير العام لمنظمة أكساد الدكتور نصر الدين العبيد، وخبراء أكساد المعنيون ، وعدد من المهتمين، الذين قدموا مداخلات واقتراحات وبعض الأفكار والإضافات التي أغنت البحث والأهداف المرجوة منه .

زر الذهاب إلى الأعلى