اليوم العالمي للتربة 5 / 12 / 2020
يشارك المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة – أكساد – العالم احتفائه باليوم العالمي للتربة ، والذي ينظم هذا العام تحت شعار فلنحافظ على حيوية التربة لكي نحمي تنوعها الحيوي ، انسجاماً مع مهامه وبرامج عمله المعتمدة من جمعيته العمومية ( مجلس وزراء الزراعة العرب ) حول المحافظة على النظم البيئية ، والعناية بالموارد الطبيعية والعمل على تنميتها وترشيد استثمارها لتستمر بالعطاء والإنتاج وتأمين احتياجات الإنسان الحياتية ،إيماناً منه أن مورد التربة من أهم عناصر الإنتاج الزراعي ، حيث تعتبر المهد الرئيسي لكافة أنواع النباتات التي تؤمن الغذاء والكساء للإنسان من المهد إلى اللحد ، وتعتبر الموئل الأم للأحياء التي تعيش على ظهرها وفي باطنها ،
تنظم فعاليات هذه الاحتفالية من قبل برنامج الشراكة العالمية من أجل التربة بهدف نشر الوعي وزيادة المعرفة حول كيفية المحافظة على هذا المورد الطبيعي الذي حبانا الله به، والعمل على حمايته من المخاطر والتدهور عند استعماله للأغراض الزراعية، خاصة وأن كافة التوقعات تشير إلى أن الطلب على الغذاء سيزداد بنسبة 70% بحلول عام 2050، وسيفرض هذا الوضع تنافساً متزايداً على موارد التربة التي ستواجه تحدياً أساسياً يتمثل بإمكانية زيادة مساهمتها في إنتاج الغذاء والتصدي للآثار المتوقعة للجفاف وتغير المناخ.
تعتبر الأبحاث العلمية والمشاريع التطبيقية المتعلقة بحماية التربة وتحسين خواصها من الاهتمامات الرئيسية لمنظمة أكساد بهدف المحافظة عليها ، والمساهمة الفعالة في تحسين مواصفاتها وزيادة إنتاجيتها ، ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن الغذائي في المنطقة العربية ، لذلك أحدث أكساد في هيكله التنظيمي إدارة خاصة بدراسات التربة والأرض ، واعتمد نهجاً متكاملاً يتناول كافة الجوانب الفيزيائية والإحيائية والاجتماعية والاقتصادية لاستخدامات التربة ، وتعزيز التعاون بين المؤسسات المعنية في ميادين حماية البيئة وحفظ موارد الأراضي والمياه . وللحد من تدهور الأراضي أنشأ برنامجاً يتولى دراسة حالات التصحر وتقييمها والعمل على تحييد آثار تدهور الأراضي وترميم المتدهور منها، وينفذ مشروعات رائدة في هذا المجال، ويسهم في التدريب وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا، ومتابعة الأنشطة الدولية، ومنها اليوم العالمي للتربة، والاتفاقيات البيئية الدولية لمكافحة التصحر والتنوع الحيوي. ومن خلال تنفيذ أكساد للعديد من مشاريع مسح التربة وتصنيف الأراضي، ومكافحة التصحر وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، وتحسين خصوبة التربة وتوجيه استثمارها، تولدت لديه خبرات متراكمة، وتوصل إلى دروس مستفادة، بناءً عليها وضع أكساد استراتيجيته الخاصة بالتعامل مع التربة وموارد الأراضي، أهم مكوناتها ما يلي
- اعتماد نهج متكامل في الإدارة المستدامة لموارد التربة والمحافظة على سلامتها.
- وضع استراتيجيات وأولويات العناية بموارد التربة وتحسين إدارتها ضمن سياسات التنمية المستدامة.
- تطوير التعاون الإقليمي في مجال مراقبة تدهور الأراضي والإنذار المبكر لعمليات التصحر، والتكيف مع التغير المناخي والتخفيف من آثار الجفاف.
- تطوير قدرات البحث العلمي التطبيقي في مجال التربة والمياه والغطاء النباتي.
- تعزيز التعاون بين المؤسسـات المعنية بقضايا التربة والموارد الطبيعية الأخرى.
- تعزيز مشاركة السكان المحليين في التنمية المستدامة لموارد التربة.
- تعزيز آليات تعبئة وتحريك مصادر التمويل اللازم لتحسين إدارة موارد التربة.
- زيادة التشاور والتنسيق مع المنظمات العربية الإقليمية والدولية في قضايا استثمار الموارد الطبيعية والتنمية الريفية.
ومن الجدير بالذكر أن الجهود التي بذلت للحد من تدهور الترب، بالرغم من أهميتها، فإن هذه المشكلة لم تزل مستمرة ، خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة، وتداعياتها السلبية البيئية والاقتصادية والاجتماعية لم تزل قائمة، مما يؤكد الحاجة إلى زيادة الوعي العام بهذه المشكلة في المناسبات المختلفة ومنها هذه المناسبة الهامة، وضرورة العمل بمنهج متكامل لإيجاد الحلول المناسبة لها، واتباع استراتيجية طويلة الأمد للتعامل السليم مع موارد التربة والأرض، وإدماج هذه الاستراتيجية مع استراتيجيات الوصول إلى أهداف التنمية المستدامة ( SDGs ) والبرامج الوطنية لتحييد تدهور الأراضي.
والله ولي التوفيق
الدكتور نصر الدين العبيد
المدير العام