دور أكساد في تحييد تدهور الأراضي/ ورشة عمل
عقدت منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد)، في مقرها بدمشق، اليوم، ورشة عمل حول “دور منظمة أكساد في تحييد تدهور الأراضي”، تحت عنوان مساهمة أكساد في تحييد تدهور الأراضي، ومؤشر تغير الغطاء الأرضي وتجنب تدهور الأراضي، ومكافحة التصحر وترميم الأراضي المتدهورة، والبرنامج الوطني لتحييد تدهور الأراضي في سورية، وذلك بمشاركة 26 خبيراً من الجمهورية العربية السورية من وزارات الزراعة والإصلاح الزراعي، والإدارة المحلية والبيئة، والموارد المائية، والهيئة العامة للاستشعار عن بعد، وكلية الزراعة بجامعة دمشق، والهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، ومن محافظتي حمص، وحماة.
وأكد سعادة المدير العام لمنظمة المركز العربي (أكساد) الدكتور نصر الدين العبيد، في كلمة له في افتتاح الورشة، أهمية التعاون والتنسيق العربي المشترك، والحرص الشديد على تكامل الجهود لمواكبة المجتمع الدولي في مراجعة تنفيذ اتفاقية مكافحة التصحر واستراتيجيتها ومبادراتها، خاصة مبادرة تحييد تدهور الأراضي، والوقوف على نتائج عمل الفريق الحكومي الدولي المعني بوضع تدابير فعالة لتنفيذ سياسات ومنهجيات التصدي للجفاف الذي تعاني منه معظم الدول العربية الواقعة في المنطقتين الجافة وشبه الجافة من الكرة الأرضية.
ولفت إلى أهمية عقد هذه الورشة لتسليط الضوء على أهم الأعمال التي تنفذها أكساد في هذا المجال، ومواكبة التطور العالمي في تنفيذ المبادرة الدولية التي تعتبر من أهم التوجهات العالمية نحو تنفيذ الهدف الخامس عشر من أهداف التنمية المستدامة الذي يتبنى مكافحة التصحر وترميم الأراضي المتدهورة وعكس مسارها كي تعود إلى عهدها السابق في الإنتاج والعطاء.
وشدد على أهمية تنسيق الجهود، وتوحيد المواقف تجاه التعامل مع قضايا التصحر وتدهور الأراضي، ومتابعة المسيرة نحو الحد من تدهور الأراضي، مؤكداَ أن هذا ما ينسجم مع مهمات أكساد في المنطقة العربية حول المحافظة على النظم البيئية، والعناية بموارد الأراضي والعمل على تنميتها وترشيد استثمارها لتستمر بالعطاء والإنتاج وتأمين احتياجات الإنسان الحياتية.
وركز الدكتور العبيد على أهمية العمل بمبادرة تحييد تدهور الأراضي، ودور أكساد في تنفيذها على مستوى الوطن العربي بشكل عام، وفي الجمهورية العربية السورية بشكل خاص، مشيراً إلى أن تحييد تدهور الأراضي من الأمور المهمة التي يجب الانتباه لها عند التعامل مع قضايا التصحر.
وقدم سعادة المدير العام عرضاً مكثفاً لبعض الأنشطة والفعاليات التي نفذتها منظمة أكساد في مجال مكافحة التصحر وتحييد تدهور الأراضي في الجمهورية العربية السورية، مثل مراقبة التصحر لمساحة مليون هكتار بمنطقة البشري، وإعادة تأهيل 5000 هكتار في هذه المنطقة، ومكافحة زحف الرمال وتنمية المراعي لمساحة 2000 هكتار في منطقة هريبشة وكباجب بالبادية، ومسح الموارد الطبيعية لمساحة 3.5 مليون هكتار من البادية السورية.
وأشار إلى بعض الأمثلة من الدول العربية، مثل المراقبة السنوية للتغير في الغطاء النباتي باستخدام تقانات الاستشعار عن بعد لكامل أراضي الوطن العربي، ومكافحة التصحر لمساحة 2000 هكتار في منطقة صبحا والصرة بالبادية الأردنية، و6000 هكتار في مصر موزعة على واحة سيوة ومطروح وسيناء، وفي السهوب الجزائرية 4000 هكتار، وفي السعودية 2000 هكتار بمنطقة العمارية، هذا إضافة إلى إعداد خرائط تدهور الأراضي لكامل الأراضي اليمنية، وإعداد مثل هذه الخرائط لـ 100 مليون هكتار في جمهورية السودان، منوهاً بأن كافة مشاريع مكافحة التصحر التي نفذتها أكساد كان لها منعكسات إيجابية على البيئة والإنسان.
وأضاف الدكتور نصر الدين العبيد بأن أكساد توجت أنشطتها بتوسيع نشر نظام الزراعة الحافظة في المنطقة العربية، حيث قامت بالتعاون مع وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بتطبيق نظام الزراعة الحافظة في سورية، وكانت البداية في موسم 2007/2008م بمساحة 30 هكتاراً عند 25 مزارعاً، لتصل في نهاية عام 2013م إلى 12000 هكتار لدى أكثر من 1200 مزارع، وبلغت 30000 هكتار عام 2018م، وتوسعت دائرة العمل لتشمل الدول العربية لبنان، والأردن، وموريتانيا، والسودان، ومصر، وتونس، والجزائر، والعراق، وبلغت المساحة المزروعة على مستوى الوطن العربي أكثر من 200 ألف هكتار.
وأوضح أن النتائج بيّنت أنّ تطبيق نظام الزراعة الحافظة في حقول المزارعين أدّى إلى تحسين إنتاجية جميع الأنواع المحصولية المزروعة الحبّية والبقولية، وزيادة كفاءة استعمال مياه الأمطار، وتقليل تكاليف الإنتاج الزراعي، وشكل هذا العمل نقلة نوعية حول تحييد تدهور الأراضي.
وشدد على أن موارد الأراضي تشكل محورا أساسياً لتحسين الأمن الغذائي في الوطن العربي، ومن المتوقع أن يزداد الطلب على الغذاء بنسبة 70% بحلول عام 2050م، وسيفرض هذا الوضع تنافساً متزايداً على موارد الأراضي، وستواجه هذه الموارد تحديات تنموية، أهمها التحدي الأساسي لزيادة مساهمتها في إنتاج الغذاء والتصدي للآثار المتوقعة للجفاف وتغير المناخ.
وطالب سعادة المدير العام لمنظمة أكساد الدكتور نصر الدين العبيد في ختام كلمته، بالمحافظة على موارد الأراضي من التدهور وزيادة إنتاجيتها لتأمين المزيد من الغذاء للشعوب العربية والعمل على تحييد تدهور الأراضي للوصول إلى هذا الهدف.