منظمة أكساد تعقد ورشة عمل حول تأثير جائحة كورونا على العمل الإرشادي في المنطقة العربية وآليات التأقلم
أكد المدير العام لمنظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) الدكتور نصر الدين العبيد أهمية الإرشاد الزراعي في نقل التقانات الزراعية الحديثة للمزارعين، وفي نقل المعلومات الصحيحة للسكان الريفين حول جائحة كورونا.
ولفت الدكتور العبيد في كلمة له في افتتاح فعاليات ورشة العمل حول “تأثير جائحة كورونا على العمل الإرشادي في المنطقة العربية وآليات التأقلم”، التي عقدتها أكساد، عبر تقانة الفيديو، مؤخراً، إلى ضرورة قيام الإرشاد الزراعي بدور فاعل واستثنائي خلال هذه الفترة لتوعية سكان الريف بكيفية التصدي لهذه الجائحة والحد من آثارها، موضحاً الإجراءات والأنشطة البحثية والإنسانية التي قامت بها منظمة أكساد منذ انتشار هذه الجائحة.
وحثّ المشاركين على ضرورة تطوير عملهم الإرشادي بشكل تكاملي بين الدول العربية، مستفيدين من التطور العلمي الكبير لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات، متمنياً عليهم الوصول إلى توصيات ابتكارية قابلة للتطبيق في واقعنا العربي، وترتقي إلى مستوى الأزمة، شاكراً الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ولمعالي وزراء الزراعة العرب ما يقدمونه من دعم كبير لمنظمة أكساد.
شارك في الورشة 12 مديراً وخبيراً في الإرشاد الزراعي من 10 دول عربية، هي سورية، ولبنان، وفلسطين، والأردن، والعراق، والسعودية، واليمن، وليبيا، وتونس، والجزائر.
كما شارك فيها الدكتور عبد الرحمن الخالدي أستاذ الإرشاد الزراعي في جامعة الفرات – الحسكة، سورية.
واشتملت فعاليات الورشة على عدد من المحاور المهمة، منها تأثير أزمة كوفيد 19 على العمل الإرشادي في الدول العربية، واستراتيجيات التواصل مع المزارعين في ظل أزمة كوفيد 19، وواقع الإرشاد الرقمي وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات في الدول العربية، وتجارب وخبرات الدول العربية الإرشادية خلال أزمة كورونا.
وقدم الدكتور محمد العبدالله رئيس قسم الإرشاد الزراعي في منظمة أكساد ورقة عمل حول العمل الإرشادي في ظل جائحة كورونا، عرض فيها أثر هذه الجائحة على الأمن الغذائي العربي، والاستراتيجيات المطلوبة للحد من تأثيراتها، مع التركيز على دور تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في العمل الإرشادي الحديث، وخاصة أثناء أزمة كورونا، وقدم بعض التوصيات في هذا المجال.
كما قدم الدكتور طلال الرزوق، خبير الإرشاد في أكساد، ورقة عمل حول تجارب الإرشاد الزراعي في بعض الدول العربية والأجنبية في المساعدة على التصدي للجوائح والأزمات، والدروس المستفادة، والاستراتيجيات المقترحة.
ثم فتح باب المداخلات للسادة المشاركين، حيث قدموا مداخلات شفهية، تحدثوا فيها عن تجارب دولهم والدور الذي قام به الإرشاد الزراعي خلال تفشي الجائحة، والأساليب والطرائق الإرشادية المتبعة للتواصل مع المزارعين في نقل التقانات الزراعية.
وتبين من خلال المداخلات تأثر عمل الإرشاد الزراعي في جميع الدول، وانخفاض التواصل المباشر مع المزارعين، ولكن، تم الحد من أثر الجائحة باستخدام تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، فقد عرضت المملكة العربية السعودية تجربة رائدة في استخدام الإنترنت من خلال تصميم منصة إلكترونية (تطبيق على الهاتف الجوال) باسم مرشدك الزراعي يعمل فيها 300 خبير من الاختصاصات والمجالات الزراعية كافة.
حيث يتم تحميل التطبيق على الموبايل ولجميع الراغبين بذلك، ومن خلال هذا التطبيق، يتم تقديم جميع الخدمات الإرشادية والتسويقية واللوجستية والإدارية لكل من يستخدمه (مزارعون، ومتعاملون مع وزارة الزراعة)، وذلك من خلال الرد على الأسئلة من قبل المختصين وتقديم المعلومات الموثوقة للمستخدمين.
كما أشار كل من ممثلي العراق، واليمن، وتونس، والجزائر، إلى استخدام منصات خاصة بالإرشاد الزراعي مدعومة من بعض المنظمات الدولية، وطالب ممثل سورية بمساعدة أكساد في إنشاء منصة إلكترونية خاصة بالإرشاد الزراعي في بلده.
وفي الختام، توصل المشاركون في الورشة إلى عدد من التوصيات، وهي ضرورة متابعة منظمة المركز العربي (أكساد) للدور الريادي في الاستفادة من التجارب العربية والعالمية الناجحة في التكيف مع جائحة كورونا، وفي استمرار تدفق المعلومات الزراعية والطبية المتعلقة بالفيروس إلى السكان الريفيين، وتعميم التجارب الناجحة على المؤسسات الإرشادية العربية.
ولفتوا إلى أن الآثار السلبية الناجمة عن انتشار جائحة COVID- 19 يتطلب تحركاً سريعاً وفاعلاً من المؤسسات الإرشادية، كي تساعد جمهورها من المزارعين، وتبقي سبل عيشهم مستمرة، من خلال رفع وعيهم بالتعريف بآثار تفشي الفيروس، وعملية الحد من انتشاره بين صفوف الريفيين.
كما أوصوا بتطوير الهياكل التنظيمية، وآليات العمل في مؤسسات الإرشاد الزراعي العربي، بما ينسجم مع التطورات المتسارعة في عالم الاتصالات، وكذلك بناء برامج إرشادية أكثر قوة وفعالية تستمر في العمل بسلاسة في الأزمات، مما يساعد في جهود إدارة الأمراض، مع الاستمرار في دعم العمليات الزراعية، وتجنب انعدام الأمن الغذائي.
وأوصى المشاركون بضرورة بذل جهود إضافية للعمل على رفع قدرات ومهارات المرشدين الزراعيين في الدول العربية، لتوظيف واستخدام تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في العمل الإرشادي، وتطبيقات الهواتف الذكية، والاستفادة من الانتشار الكبير للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
وطالبوا بتشجيع المؤسسات الإرشادية في الدول العربية على إنشاء منصات إلكترونية (تطبيق على الموبايل) للإرشاد الزراعي، من خلال توظيف خبرات منظمة أكساد، وإمكاناتها للعب دور مميز في تنفيذ مشاريع وأنشطة إرشادية قطرية رائدة تحقق الغاية العلمية، وبأقل التكاليف، بالاستفادة من ميزات تكنولوجيا الاتصال والمعلومات.
والعمل على منهجيات جديدة من خلال تصميم وتطوير تطبيقات زراعية إرشادية ذكية خاصة بالمزارعين ونشرها بينهم، وتمكينهم من استخدامها بطريقة فاعلة، واعتمادها كدليل مهم في تشخيص مشكلاتهم الزراعية، والتواصل مع المختصين لحلها.
وشدد المشاركون على ضرورة وأهمية اعتماد أجهزة الإرشاد الزراعي في الدول العربية على التكنولوجيا الزراعية الذكية (محطات الإنذار المبكر للآفات والجفاف، والاستشعار عن بعد ….) التي تساعدها على فهم البيئة الزراعية، واتخاذ القرار في الوقت المناسب.