قصة نجاح صنف القمح الطري اكساد 1133 بالوطن العربي…. الصنف المستنبط في منظمة أكساد، الذي يتسم بمقدرة تكيفية واسعة، حيث اعتمد في العديد من الدول العربية.

دأب المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” على مواصلة نشاطاته المتنوعة وأبحاثه التطبيقية العملية في شتى المجالات في مختلف الدول العربية ومنها دولة المقر بتوجيه دائم من مديره العام الدكتور نصر الدين العبيد وجهود باحثه المتميزين في مختلف الاختصاصات، رغم التحديات البيئية الكبيرة التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة من الناحية المناخية والوبائية ولاسيما جائحة الكورونا وما تركت من تداعيات على العالم بأسره.

وقد تجلت هذه النشاطات والأبحاث والبرامج على أرض الواقع ولاسيما في مجال القمح الأكثر أهمية في عصرنا الراهن، حيث تمكنت منظمة أكساد من تسجيل أكثر من 87 صنفاً من القمح مضادة للجفاف منتشرة في كل الدول العربية، المعروفة بجودتها من حيث النوع والكم وها نحن الآن نلقي الضوء على أهم هذه الأصناف، وهي صنف اكساد 1133 أحد اصناف اكساد الواعدة.

مميزات صنف قمح الخبز اكساد 1133

يعد من اصناف القمح الطري المؤصلة في المركز العربي أكساد، حيث تم استنباط هذا الصنف من خلال اتباع نظام التربية التقليدية بطريقة النسب من خلال التهجين الذي تم تنفيذه بالعام 2000 – 2001 وتم إدراجه ضمن تجارب الكفاءة العربية التي يتم إرسالها إلى الدول العربية سنوياً.

اثمرت التجارب المشتركة التي يتم تنفيذها بالتعاون بين المركز العربي اكساد ومراكز البحوث الزراعية بالوطن العربي عن انتخاب الصنف اكساد 1133 بالعام 2010 حيث أصيب القمح في المنطقة العربية وتركيا وإيران ودول وسط آسيا بجائحة مرض الصدأ الاصفر الذي يعتبر أخطر الأمراض الفطرية الوبائية، مسبباً خسائر كبيرة في الإنتاج تجاوزت 60 %، في ذلك الموسم 2010 تم تنفيذ تجارب مقارنة والتي أدرج بها كل أصناف القمح الطري المعتمدة والسلالات المبشرة ومن ضمنها السلالة اكساد 1133 والتي بلغ عددها أكثر من 15 صنفاً لمقارنة الإنتاجية فيما بينها في منطقة مصابة بشدة بالمرض في سورية.

حيث أشارت النتائج إلى اصابة كل الأصناف المزروعة بلا استثناء بالمرض بنسب متفاوتة عدا الصنف اكساد 1133 الذي أظهر مقاومة عالية ولم تظهر عليه أية أعراض مرضية، وأثناء زيارة علمية للدكتور الهندي راجارام اثنى على مقاومة هذا الصنف العالية لمرض الصدأ وهو بالمناسبة من كبار مربي القمح في العالم (ويعمل في المركز الدولي لبحوث الذرة والقمح سيمت في المكسيك)، والذي بادر بتهنئة بالمركز العربي “أكساد” وطلب اعتماد هذا الصنف ونشر زراعته والذى تم وضعه ضمن تجارب الحقول الاختبارية المتقدمة وتنفيذ كافة الاختبارات على هذا الصنف، وتم تأكيد أنه من أفضل الأصناف مقاومة للصدأ الأصفر، ويتميز بإنتاجيته العالية فتبلغ غلته بالمتوسط في الزراعة المروية 5-7 طن هكتار و3-4 طن في الزراعة البعلية.

تبين أن السلالة اكساد 1133 أحد اصناف القمح الطري المتميزة ذات المواصفات التكنولوجية الجيدة حيث سجلت وزن 1000 حبة تراوح بين 43 – 48 جم ووزن نوعي للهكتولتر   80 – 85 كجم للهكتولتر وبلغت نسبة البروتين بالحبوب 15.6 % ونسبة الاستخلاص للدقيق 80 -82 % ونسبة الجلوتين الجاف 15% والرطب 42,1% والمطاطية 114 مم وتعد تلك المواصفات مميزة لهذا الصنف المستنبط لدى اكساد المتأقلم للزراعة في البيئة العربية

اعتمدت السلالة اكساد 1133 بواسطة وزارة الزراعة في سورية عام 2014 كصنف عالي الإنتاجية وذو مقاومة عالية للأمراض الفطرية وخاصة الصدأ الأصفر والصدأ البرتقالي باسم دوما 6 في سوريا وفى تونس باسم تونقة وتم تقديمه للاعتماد في دولة العراق بالموسم 2022-2023.

وتم تنفيذ تجارب مقارنة في دولة لبنان، بالتعاون بين مصلحة الأبحاث العلمية واكساد على الصنف اكساد 1133 وتم زراعته في اعوام 2019 / 2020 و2021 / 2022 بمساحات كبيرة بمنطقتي كفردان وسهل عكار واثبت كفاءة عالية بتحمل الأمراض والإنتاجية مقارنة بالأصناف المحلية والمعتمدة وتفوق بنسبة 24 – 30 %.

وقد أثبت صنف أكساد 1133 تحمله للجفاف والتغيرات المناخية في البيئات الجافة ويزرع حاليا في ألاف الهكتارات لدى المزارعين بالدول العربية ومنها  سوريا و تونس.

و في إطار خطة اكساد لرفد الدول العربية باحتياجاتها من أصناف اكساد  المتميزة، حيث تم تزويد المملكة العربية السعودية – مركز البذور والتقاوي بكميات 20 طناً من أصناف أكساد من القمح الطري ومنها  اكساد 1133 حيث تمت زراعته في مناطق حائل والجوف وتبوك، وتم تزويد دولة موريتانيا بكمية 10 طن وجارى تزويد دولة ليبيا بكمية 500 طن من الصنف أكساد 1133، وهذا يعني أن لهذا الصنف أهمية كبرى على مستوى الوطن العربي بسبب مواصفاته التكنولوجية والانتاجية العالية ومقاومته لمرض الصدأ الأصفر التي يتمتع بها.

يعمل المركز العربي أكساد سنوياً على تزويد الدول العربية بكميات معتبره من أفضل الاصناف المعتمدة والسلالات المبشرة.

وفي سياق خططها الطموحة تسعى منظمة أكساد دائماً في إطار برامجها المستقبلية ومشروعاتها المتعددة لسد فجوة الغذاء التي يعاني منها الوطن العربي في ظل تحديات الجفاف وعدم استقرار مراكز الإنتاج العالمي والحروب المشتعلة في المناطق التي كانت المصدر الأول لتصدير القمح.

زر الذهاب إلى الأعلى