منظمة أكساد/ورشة عمل حول الإدارة السليمة للأراضي المتأثرة بالأملاح
بدأت في منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة أكساد اليوم ورشة عمل افتراضية حول الإدارة السليمة للأراضي المتأثرة بالأملاح على بمشاركة /52/ عالماً وباحثاً من جامعات الدول العربية ووزارات الزراعة وعددٍ من المنظمات الدولية والعربية.
وتناقش هذه الورشة على مدى يومين محاور علمية هامة تتضمن عرض نتائج الأبحاث الحديثة في مجال استخدام الأساليب والوسائل والتقانات الحديثة لإدارة الأراضي المتأثرة بالأملاح وكيفية التعايش مع ملوحة التربة والعمل على زيادة إنتاجية الأراضي المتملحة.
ودعا مدير عام منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة أكساد سعادة الدكتور نصر الدين العبيد الى المحافظة على موارد الأراضي وإعادة تأهيل المتدهور منها، وزيادة انتاجيتها لتأمين المزيد من الغذاء للشعوب العربية، وقال إن هذه الورشة تهدف الى تسليط الضوء على هذه المشكلة والمساهمة في معالجتها، والعمل المشترك للحد من التوسع الحاصل في مساحات الترب الزراعية المتأثرة بالأملاح وتوجيه استخداماتها ، وتجنب تدهورها ، وتحسين الصفات الإنتاجية لها بما يحقق زيادة كفاءة إنتاجيتها واستدامة عطائها .
وأشار إلى أن مشكلة التراكم الملحي في الترب تعد من أهم وأخطر المشاكل التي تواجه العملية الزراعية والأمن الغذائي على المستوى العالمي والعربي، وذلك لسعة مساحات الأراضي الزراعية المتأثرة بالتراكم الملحي، وما يرافقه من تأثير سلبي مباشر على نمو النباتات المنتجة للمواد الغذائية الأساسية للحياة البشرية في تلك البلدان مؤكداً أن الدراسات تُشير الى أن حوالي 1.5 مليون هكتار من الأراضي الزراعة تتحول سنوياً الى أراضٍ غير زراعية بسبب تملحها، وتقدر الخسائر المالية بهذا السبب بحوالي 31 مليار دولار سنوياً. مع العلم أن الأراضي الزراعية المروية تعاني من ارتفاع الملوحة بنسبة حوالي 20% سنوياً، وتزداد إلى 30 % في المناطق الجافة وشبه الجافة.
وأوضح أن الدراسات تٌشير أيضاً أن أكثر من 35 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في الوطن العربي متأثرة بدرجة خطيرة بعمليات التملح، وأن أكثر من 80 هكتاراً من الأراضي الصالحة للزراعة تتحول الى أراضٍ غير منتجة يوميا بسبب التراكم الملحي فيها نتيجة لسوء الإدارة وظروف البيئية غير الملائمة. وهذا ما أدى الى معاناة أكثر من 795 مليون شخص من الجوع.
وأضاف الدكتور العبيد أن التطبيق العملي والتوعية العلمية، وتفعيل النهج التشاركي لدى الجميع وبخاصة أصحاب القرار والمتعاملين مع موارد الأراضي، ذلك هو الطريقة السليمة التي تلبي أهدافنا والتوجه نحو التنمية الزراعية المتكاملة، والإدارة المستدامة للنظم البيئية بما يتناسب مع التوجهات العالمية نحو تحييد تدهور الأراضي والاقتصاد الأخضر، وتبني المبادئ العامة لعقد الأمم المتحدة لاستعادة النظم الإيكولوجية (2021 -2030)، وقال هذا ما حدا بمنظمة أكساد إلى تبني برامج علمية ومشاريع تطبيقية لتصنيف التربة واستصلاح الأراضي ومكافحة التصحر، والحد من مخاطر الأنواع المختلفة لتدهور الأراضي ومنها تملح التربة، وتطوير استعمالات المياه غير التقليدية في الزراعة والمياه المالحة ومتوسطة الملوحة.
وأكد مدير عام أكساد أن المركز يعمل حالياً على إعداد موسوعة الترب الملحية في الوطن العربي بالتعاون مع بعض الدول العربية التي تشارك معنا في هذه الورشة ، وقال إن منظمتنا تحرص في جميع أنشطتها على تحقيق أهداف التنمية المستدامة ولا سيما الأهداف الثاني والسادس والثالث عشر والخامس عشر والسابع عشر المتعلقة بمكافحة الجوع والتكيف مع التغيرات المناخية ، واستعادة النظم البيئية والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية وتفعيل الشراكة العالمية التي تتمثل بمد جسور التعاون مع المؤسسات الوطنية المعنية في الدول العربية والمنظمات الإقليمية و الدولية، و تعزيز الجهود الرامية إلى تطوير البحث العلمي الزراعي في المناطق الجافة و شبه الجافة ،ونقل و توطين التقانات الزراعية الحديثة بغية زيادة الإنتاج الزراعي في هذه المناطق، وإقامة شبكة متينة من علاقات العمل مع المؤسسات العربية والعالمية بغية التنسيق المتكامل فيما بيننا، وبما يمكنها من التنفيذ الواسع لمهام التنمية الزراعية والاجتماعية والاقتصادية الشاملة.